تزايد الحديث عن تعديل التركيبة السكانية بأن يكون المواطنون أغلبية، أو كما رأى سمو رئيس مجلس الوزراء في لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المحلية أن التركيبة المناسبة، المواطنون بنسبة ٧٠% والوافدون بنسبة ٣٠%، بالطبع لا نختلف على حتمية تعديل التركيبة السكانية باعتباره توجها قادما لا محالة سواء اتخذنا نحن خطوات أو قامت أعداد من الوافدين بالمغادرة تلقائيا إلى بلدانهم بفعل استهدافهم والاستغناء عن خدماتهم في القطاعين الحكومي والخاص أو بتخفيض رواتبهم بقانون حتى لو مؤقتا، مع الوضع في الاعتبار أن هناك شركات ستحول المؤقت الى دائم وأمر واقع حتى مع انتهاء وزوال كورونا، وأيضا مع الوضع في الاعتبار أن أسعار السلع في تزايد وليس في انخفاض والإيجارات بالنسبة للشقق في السكن الخاص على حالها، وهناك مطالبات ودعوات صريحة تقول وبلا أي تردد ان الوافدين ملزمون بدفع قيمة إيجارات سكنهم كاملة ودون نقصان إضافة الى ذلك إغلاق أنشطة كانت تشكل الباب الأوحد لرزقهم أو بفعل رسوم أو أعباء مالية لا حمل لهم بها، وبالتالي فإن أعدادا كبيرة ستذهب الى حال سبيلها حتى قبل تنفيذ الخطة الحكومية التي كشفت عن ملامحها من خلال الزميلة (الراي) والتي تضمنت زيادة الرسوم على الخدمات وتحديد مدة منح الإقامة بـ ١٥عاما، وغيرها من الإجراءات.
مغادرة أعداد كبيرة من الوافدين قد تتجاوز المليون على أقل تقدير خلال عام واحد واردة بنسب مرتفعة، وإذا ما نفذت الدولة ما وعدت به بأنها ستتصدى وتحارب تجارة الإقامات، فإن في مقابل المغادرين يمكن أن يأتي إلى سوق العمل نحو ٥٠ ألفا، وبالتالي ستكون المحصلة فراغا يقدر بنحو ٩٥٠ ألفا.
وهنا المعضلة ماذا سيحدث لملاك العقارات الذين تحصلوا على قروض لاستيعاب الوافدين ما قبل كورونا؟، وهل سيتم تعويض هؤلاء أم سيتركون ويجدون انفسهم عاجزين عن سداد أقساطهم؟، وماذا سيحدث للأسواق التي تعود لمواطنين وتم تدشينها لخدمة أعداد كبيرة؟ وهل سيتم تعويض هؤلاء؟، أيضا ماذا سيحدث لتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري على صعيد البنية التحية وغيرها من المشاريع التي في الغالب تنفذ من وافدين؟، أعتقد أن قضية التوسع في الاستغناء عن الوافدين يجب أن تدرس بعناية حتى لا يدفع المستثمرون الكويتيون وتجار العقارات وأصحاب المشاريع الثمن غاليا ويتحملون الأخطاء التي ارتكبتها الحكومات المتعاقبة لعقود فدشنوا مشاريعهم وفق الإعداد الحالية والتشكيلة المتواجدة وألزموا أنفسهم بأقساط والتزامات.
[email protected]
aljalahamahq8@