خلال الأسابيع القليلة الماضية كنا على موعد مع عدد من الأخبار المفرحة التي اعطت انطباعا بأننا امام حقبة جديدة في التصدي لقضايا الفساد، ما حدث ما كان له ان يتم دون ارادة وتوجيهات من القيادة السياسية ومن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد وايضا ما كان لهذه التوجيهات ان تحظى بالترجمة لولا ان سخر الله لوزارة الداخلية رجالا من ذوي الأيادي البيضاء الحازمة والممثلة في وزير الداخلية انس الصالح ووكيل وزارة الداخلية الفريق عصام النهام وكوكبة جديدة من القيادات الامنية في قطاعات امن الدولة والامن الجنائي، فأسفرت جهودهم وخلص عطاؤهم عن ضبط فاسدين كانوا يتظاهرون بالأمانة وكان بعضهم يتخفى خلف شعارات جوفاء للتغطية على إجرامهم ويسخّرون ويدفعون بسخاء لشبكة من مرتزقة التواصل الاجتماعي لإظهارهم بانهم الشرفاء والاصلاحيون.
القضايا التي أحيلت الى القضاء موخرا لم تكن وليدة أسابيع او اشهر بل هي حصاد سنوات، وكان هولاء يمارسون اجرامهم دون اي خوف من العقاب، واظن ان الإيام القادمة حبلى بالمفاجآت وسوف تتكشف قضايا اخرى ومتهمون جدد للاسف كانوا في مواقع مسؤولية.
إحالة قيادات في الدولة وآخرين الى القضاء مؤشر على بدء الإصلاح، ورسالة بان العقاب سيطول من يخطئ او اساء استخدام سلطاته، وكل من تحصل على منفعة سوف يكون مصيره الاحالة الى السجن المركزي.
ضبط شبكة لغسيل الأموال من قبل جهاز امن الدولة يجب ان يستكمل بضبط العديد من الشبكات المماثلة وهي كثيرة وتجاهر بالتربح ويجب مواصلة ما بدأه بضبط اشخاص تحولوا الى مليونيرات وسؤالهم من اين لكم هذه الأموال وكيف تحولتم الى الثراء الفاحش؟
نحن لا نحقد على احد بل نشدّ على يد أي شخص يحقق المكانة او الثراء بالجهد والفكر والتعب، ولكن ان يتحقق ذلك بطرق غير المشروعة فهذا لا يمكن ان يمر مرور الكرام في دولة قانون ومؤسسات.
أخيراً، أتقدم بالشكر الى وزارة الداخلية وجهاز امن الدولة على جهودهم، واقول لهم: نحن نعول عليكم في تطبيق القانون ومحاسبة كل من أجرم بحق الوطن.
aljalahamahq8@
[email protected]