أي شخص من الخارج يتابع وسائل التواصل الاجتماعي واغلب الصحف المحلية سيكوّن انطباعا غير حقيقي عن الشعب الكويتي سواء كانوا من رجال أعمال او قياديين في الدولة او حتى مشاهير.. الخ ويعمم السوء، وينتهون الى أن الفساد والتربح بشكل غير شرعي واستغلال النفوذ مستشرٍ وخرج عن نطاق السيطرة.
حقا هناك شريحة محدودة جدا فاسدة ونرحب بملاحقتهم والقصاص منهم واستيراد كل فلس تحصلوا عليه بشكل غير شرعي لأن هؤلاء تحصلوا على ذلك ليس بجهدهم وبفكرهم وإنما بطرق ملتوية ولا يمكن لأي شخص ان يدافع عن هؤلاء الفاسدين لان الكويت لا تستحق، وباعتبارها من الدول القلائل في العالم التي تمنح لمواطنيها ولكل من يحيا على أرضها امتيازات لا حصر لها ويستطيع اي شخص لديه رؤية وفكر ان يحقق الثراء الذي يحلم به.
وشخصيا اعرف أشخاصا لم يكن لديهم أي إرث ولكن بالجهد والفكر اصبحوا أثرياء واعرف أيضا وافدين تحولوا الى أثرياء بطرق شرعية لا بطرق ملتوية.
ليس من الحكمة ولا المنطق ان نضخم من السوء لأنه سيلحق الضرر برجال أعمال كويتيين كوّنوا ثروة بطرق مشروعة وسجلوا أسماءهم في التاريخ.
بأي منطق نضخّم من واقعة تربح قيادي في وزارة مع الوضع في الاعتبار ان المتهم بريء حتى تثبت إدانته؟ ونحن ندرك تمام الإدراك انه في مقابل هذا القيادي الذي أساء لنفسه ولأبنائه قبل اي يسيء لجهة عمله فهناك اكثر من ألف قيادي مارسوا مهام عملهم بكل أمانة وشرف نماذج مضيئة في العطاء.
لا أدافع عن اي مرتشٍ او فاسد بل ادعو الى محاسبته والضرب بيد من حديد على كل فاسد وجعله عبرة لمن لا يعتبر، وحسنا تم فتح هذا الملف من قبل سمو الشيخ صباح الخالد ويُحسب له، ولكن كل ما ادعو إليه هو ان نعطي لكل واقعة الحجم الذي تستحقه على الأقل إعلاميا ونترك القضاء الكويتي، والذي نثق به، يمارس دوره ويعاقب هؤلاء بما يستحقون من عقاب.
ان تضخيم الأحداث بغض النظر عن ماهية تلك الأحداث ليس في صالح الكويت ويعطي انطباعا وصورة مغايرة للوضع الحقيقي، وقد نضر بالنماذج المضيئة سواء في القيادة او في التجارة او حتى نماذج استفادت من وسائل التواصل مثلما استفاد منها عشرات الآلاف حول العالم.
شخصيا انا مع الحرية الكاملة للإعلام في نشر الحقائق بل مع ان تقوم الدولة بإخطار الرأي العام بأي تجاوز، ولكن انا في ذات الوقت ضد المبالغة والتضخيم لأن هذا النهج يضر ولا يفيد.
[email protected]