في نهاية 2019 استبشرنا خيرا بإعادة المناطق المختطفة من قبل الوافدين، وأتحدث تحديدا عن منطقتي الجليب، والتي تعد أقرب نقطة الى واجهة الكويت.. مطار الكويت الدولي، وكذلك منطقة خيطان التي كنا نأمل ان تنالها «الفزعة» التي حظيت بها الجليب، وفي هذه الفترة تحديدا شهدنا صولات وجولات لوزارة الداخلية من خلال حملات امنية موسعة تحت قيادة وكيل وزارة الداخلية شخصيا الفريق عصام النهام.
وخلال هذه الحملات، والتي جاءت تحت ادارة اللجنة المشتركة لدراسة أوضاع منطقة جليب الشيوخ، تمت ازالة المئات من المخالفات والتعديات وجرى إغلاق محال غير مرخصة وضبط العديد من المخالفين، لم تمر أسابيع على هذا الجهد الأمني حتى تغيرت صورة المنطقة التي كانت بؤرة للتجاوزات، لتتحول إلى منطقة يمكن السكن فيها، بعد تطبيق القانون واللوائح والأنظمة المعمول بها في الجهات الحكومية المختلفة.
واستطاعت الجهات الامنية تحت قيادة الوكيل الفريق النهام فرض هيبة القانون، وأن تقضي على الكثير من المخالفات والتجاوزات بفضل التعاون المشترك.
وبقرب نهاية العام 2020 نرى ان هناك انتكاسة كبيرة قد حلت على الجليب وامتدت الى منطقة خيطان، لتتحول المنطقتان الى بؤرة لكل ما هو خارج عن القانون، بدءا من تحول قسائم وشوارع الى ساحات لبيع المسروقات وكل ما هو ممنوع انتهاء بأوكار الخمور والأعمال المنافية للآداب.
تابعت تقارير إعلامية وقفت حيالها مصدوما من هول ما شاهدت، وحاولت ان اكذب التقارير واقول لا، من غير الممكن ان تكون هذه الصور القبيحة في الكويت، الدولة النفطية التي تعد من أعلى دول العالم من جهة الدخل القومي ودولة يفترض أنها مركز مالي، للأسف أعدت التدقيق في التقارير وتبين لي انها حقيقة وليس مجرد تهيؤات أو أوهام.
نعم تلك التقارير مصدرها منطقتا الجليب وخيطان، أرجو الا نلقي بتبعات كورونا على إهمالنا لهذه المناطق العزيزة، ونقول ان المهام الامنية متشعبة في هذا التوقيت ونتخذ من هذه الذريعة غير المقبولة سببا لنترك المنطقتين فريسة للإهمال من قبل وافدين يسهل السيطرة عليهم.
الحجز الكلي على قوة الداخلية والذي تدفع الدولة من ميزانيتها الملايين يجب الاستفادة منه بالانتشار في هذه المناطق المختطفة واظهار هيبة القانون، اين الدور الأمني؟ اين الدوريات؟ اين الحملات التي تقوم بها مديرية الأمن المختصة؟ هل هم في إجازة؟ وإلا ما هو تفسير هذه التقارير الإعلامية الصادمة والكاشفة للأوضاع غير المقبولة وغير المنطقية بالمنطقتين؟ أدرك المهام الكبيرة الملقاة على عاتق وزير الداخلية انس الصالح ووكيل الوزارة الفريق عصام النهام، لكنني أدعوهما الى زيارة ميدانية للجليب وخيطان المختطفتين، وحتما سيتخذان الإجراءات التي تتناسب مع هذا الجرم في حق الوطن.
وبرأيي الشخصي هذا الجرم وهذه الأسواق العشوائية، سواء كان سوق الحرامية او غيره، يمكن السيطرة على كل ذلك بتثبيت دوريتين لمدة يومين وجولة بدورية فيها شرطيان، وأظن ان هذا الأمر ليس مرهقا ولن يكلف وزارة الداخلية سوى دينار بنزين، فهل لا توجد دورية وشرطيان؟! وهل من مجيب؟
[email protected]