قبل نحو عقدين دخلت الى شارع الصحافة والتحقت بأكثر الأقسام أهمية وهو القسم الأمني، وخلال عملي في الزميلة «الراي» ومن ثم بيتي الثاني جريدة «الأنباء» مرت على مئات من قضايا المخدرات والتي ترتبط بتجار داخل السجن المركزي، بمعنى آخر يتم ضبط تجار تجزئة أو جملة يتاجرون في مخدرات أو خمور - مواطنين أو وافدين، ومن خلال التحقيقات يقرون بأنهم ليسوا سوى دمية أو أدوات لتجار يديرون شبكة للاتجار في هذه السموم من داخل السجن المركزي، ويتم استدعاء هؤلاء التجار الكبار للتحقيق معهم، وفي الغالب لا تتم إدانتهم بدوافع المحامين، وينطلق المحامون من فكرة أن السجين لا يملك أدوات تواصل يدير من خلالها، وبالطبع هذه الدوافع لا أساس لها من الصحة باعتبار ان هناك سجناء بحوزتهم عدة خطوط وربما هواتف ذكية، ولكن لا عزاء للقانون، لأنه يفترض عدم حيازة السجين لهاتف رغم ما سبق ذكره أي انتشار هواتف بكثافة في السجن وهو واقع وحقيقة يدركها القاصي والداني ولكن هذا ليس موضوعنا، ولكن موضوعي مرتبط بمخاوف من أن يكون السجن المركزي بوابة لعمليات اتجار اكثر تدميرا للاقتصاد الوطني من تجارة المخدرات.
مع تزايد اعداد قضايا غسيل الأموال وفتح النيابة العامة تحقيقات مع أثرياء السوشل ميديا واكتشاف أن أعداد كبيرة منهم تضخمت أرصدتهم البنكية بفعل غسيل الأموال ووصول ثروات هؤلاء الى عشرات الملايين بشكل غير مبرر وغير ممكن، فإننا نتوقع وإزاء هذا الكم الكبير من القضايا التي ظهرت والتي ستظهر أن يكون السجن المركزي «نساء ورجال» مقرا لهؤلاء المشاهير لسنوات طويلة ربما تصل الى 15 عاما مثلما حدث في قضية «ضيافة الداخلية» مؤخرا والتي أثلجت نفوس المواطنين ودفعت بأن يتزايد لدينا الأمل بأن هذه الشريحة ممن استغلوا المال الحرام سيطولها العقاب آجلا أم عاجلا، تدفق العشرات من الأثرياء الى السجن المركزي قريبا بعون الله يولد مخاوف من أن هؤلاء يمكن ان يديروا شبكات لغسيل الأموال من داخل السجن، لسببين الاول وجود أموال بحوزتهم واعتقد أنها ضخمة رغم قرارات التحفظ على أموالهم في البنوك، وكذاك ممتلكاتهم والأمر الثاني وجود الخبرة الكافية للتربح من خلال هذه الجرائم ووجود اتباع لهم أو آخرين يقبلون المال الحرام، اعتقد أن أمام وزارة الداخلية دور مهم وان ما قامت به بتوقيف هؤلاء خطوة وان الخطوة التالية تتمثل في إحكام السيطرة على هؤلاء داخل السجن بحيث لا يسمح لهم بارتكاب المزيد من الجرائم التي تلحق الضرر بهذا الوطن وان تبدل المزيد من الجهود لمنع حيازة جميع النزلاء وأكرر جميع النزلاء لهواتف نقالة قد يستخدمونها في أعمال الشر، اللهم إني أبلغت اللهم فاشهد.
[email protected]