أنس الصالح رغم أنه لم يبلغ الخمسين عاما، لكنه بلغ من النضج السياسي ما يجعله أحد الساسة المتميزين في الالفية الجديدة على الصعيد الخليجي العربي وربما العالمي، اذ تدرج في المناصب الوزارية، ثم صدر أمر أميري في 17 ديسمبر 2019 بتعيينه وزيرا للداخلية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ونائب رئيس مجلس الوزراء.
الوزير أنس الصالح تولى أحد أهم وزارات الدولة في توقيت عصيب، وفي وزارة لم تعهد من قبل الى أحد الوزراء الشعبيين، وكانت هناك شكوك حول أن يثبت جدارة في التعامل مع قيادات أمنية لديها خبرات تفوق العقود الاربعة والكثير من هذه القيادات، والى جانب التفوق المهني فهم يكبرون الوزير أنس بعقد على الاقل، ولم تمر على فترة الترقب كثيرا حتى استوعب الصالح كل هذه التحديات، وأثبت أنه قيادي من طراز فريد واستطاع كسب الرهان وإدارة وزارة الداخلية بشكل متميز للغاية.
لم تمر نحو 3 أشهر على تولي ادارة الداخلية حتى وجد نفسه أمام وباء لم يشهده العالم في العصر الحديث، واستوجب هذا الفيروس جملة من القرارات والتي أنيط الى حد كبير تنفيذها الى وزارة الداخلية بمساعدة من وزارة الدفاع والحرس الوطني والاطفاء، واستطاع في الرهان الثاني ان يثبت كفاءة وادارة يحسد عليهما، حيث أدارت وزارة الداخلية الازمة بكفاءة، واجادت الداخلية بتوجيهات انس الصالح والفريق عصام النهام واستطاعت تنفيذ وترجمة تعليمات مجلس الوزراء حتى خطونا خطوات مهمة نحو عودة الحياة الى طبيعتها بعد ازمة كورونا بعون الله.
بعد هذا الانجاز، كان الصالح مع تحد جديد يتعلق بالذمة المالية وأمور اخرى من خلال استجواب استطاع الوزير الشاب ان يثبت وللمرة المئة انه «قد التحدي» وسياسي محنك، وخرج من الاستجواب أكثر قوة، وازداد قدر وحب هذا الرجل في نفوس المواطنين.
هل انتهت التحديات؟ للاسف لا، حيث فوجئنا بتسريبات تعود الى العام 2018 وان هناك هجمة شرسة هدفها تحميل الصالح مسؤولية هذه التسريبات، وكأنها حدثت في عهده وانه المسؤول عنها.
شخصيا، لا أعتقد أن من يريد رأس أنس الصالح سوف يصمت او سيصمتون او يحبطون، ولكن انا على ثقة بأن الصالح سيتخطى كل المعوقات الآتية والمستقبلية لمقدرته وحنكته السياسية ولأن الشعب أحبه ويسانده.
«رسالة خاصة»
أخي أنس.. لم يأت وزير على الداخلية مثلك كافح الفساد وقام بالقبض على لصوص غسيل الأموال دون النظر لمكانة الشخص، إياك إياك أن ترضخ لضغوطاتهم، فالتاريخ سيكتب اسمك بماء الذهب، واعلم أن الله يرى عملك، واعلم أنك حظيت بحب الشعب بمكافحتك للفساد.. نحن معك والله معك وانا ومجموعة ضخمة من المواطنين مستعدون لان نجمع لك تواقيع نصف الشعب لتفويضك لانقاذنا وانقاذ الوطن من الفاسدين والمتربصين.. والله ولي التوفيق.
[email protected]