استمعتُ إلى برنامج خواطر اجتماعية للدكتورة الفاضلة إقبال عبدالعزيز المطوع من إذاعة البرنامج الثاني بدولة الكويت، وكان موضوع الحلقة عن الخصام والزعل والهجر الذي يحصل بين الأهل والأقارب ويستمر لمدة سنوات، وربما البعض يموت ولم يسامح الطرف الآخر.
سؤال إلى أولي الألباب: لماذا عندما يحصل طلاق بين الزوج وزوجته، تحدث قطيعة بين أهل الزوجين؟!
إذا كان الزوج وزوجته لم يعد بينهما نصيب وهما متفقان على الطلاق، فلماذا الزعل والقطيعة بين أهل الزوجين؟ أين العشرة، وأين العيش والملح؟ كل هذا ذهب مع الريح!
أستغرب من أخ يزعل من أخيه ولا يكلمه منذ عدة سنوات، وأخت تزعل من أخيها ولا تكلمه منذ سنين! يا ترى ما سبب الزعل والقطيعة؟
اعتقد والله أعلم أن «الدينار» قد يكون أحد هذه الأسباب، وقد تكون هناك أسباب أخرى لا نعلمها، لكن مهما تكن الأسباب لابد من علاج وإصلاح ذات البين التي أوصى بها نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وجعلها أفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة.
يقول صلى الله عليه وسلم في حديث خطير ومؤثر «لا يدخل الجنة قاطع رحم».
والشيء بالشيء يُذكر سوف أحدثكم عن موقف عظيم من حادثة الإفك، فيه العظة والعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد:
في حادثة الإفك طعن البعض في شرف أمّنا أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، وزوجة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في هذه الحادثة أقسم أبو بكر الصديق ألا ينفق على قريبه الفقير «مسطح بن أثاثة» لأنه تكلم مع المنافقين في عرض ابنته عائشة رضي الله عنها.
فلما نزل قول الله تعالى في سورة النور: (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم).
قال أبوبكر الصديق بلى إني لأحبُ أن يغفر الله لي، فأرجع إلى قريبه مسطح النفقة التي كان ينفقها عليه وسامحهُ.
رسالة إلى كل قاطع رحم ومخاصم لأهله وأقاربه وجيرانه وأصدقائه، أقول نظف قلبك قبل فوات الأوان.. وقد تسألني كيف أُنظف قلبي؟ نظف قلبك بتطبيق حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما سُئل أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب، صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال هو: «التقي، النقي، لا إثم فيه ولا بغي (ظلم)، ولا غل ولا حسد».
أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينظف قلوبكم ويطهرها ويجعلها تقية، نقية، بيضاء، سليمة، لأن القلب السليم سبب من أسباب دخول الجنة، كما أخبرنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم عن رجل من أهل الجنة بسبب قلبه النظيف.
٭ اقرأ واتعظ:ـ التسامح أعظم علاج على الإطلاق.
ـ يا بخت من سامح.