التهنئة بحلول شهر رمضان المبارك، وفي عيدي الفطر والأضحى والمناسبات الأخرى، تعتبر من تعاليم شريعتنا الغراء، حثنا عليها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.
أستغرب من تصرف بعض البنات عندما يزرن أقاربهن للتهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أو في العيدين، فهن لا يصافحن أعمامهن أو أخوالهن باليد.. ولا أدري ما السبب في ذلك؟
«قد يُكن نقشن أيديهن بالحناء»!
والبعض منهن لا يصافحن خوفا من انتقال فيروس كورونا لهن!
تصرف هؤلاء البنات ليس من الإسلام في شيء، فقد حث ديننا الحنيف على المصافحة وهي إلصاق صفحة الكف بالكف، وإقبال الوجه على الوجه. والإسلام يحثنا دائما على المودة والمحبة والتآلف فيما بيننا، لذا أمرنا حبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم بالمصافحة عند اللقاء، لأنها تذهب الحقد والعداوة والبغضاء بين المسلمين.
قال أنس: «كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا، وإذ أقدموا من سفر تعانقوا».
ولما سُئل أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم فالسنة المصافحة عند اللقاء.
٭ روى أبوداود عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يتفرقا».
٭ وروى الطبراني عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر».
من منا لا يريد المغفرة والرحمة وأن تتناثر خطاياه كما يتناثر ورق الشجر، كما بين رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم في الحديثين الآنفين.
أخي المسلم.. أختي المسلمة لا تحرموا أنفسكم أجر وثواب ومغفرة المصافحة، عليكم بها مع بشاشة الوجه عند اللقاء، لأنها سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم.
٭ اقرأ واتعظ:
٭ قال تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ـ التوبة: 51).
٭ قال صلى الله عليه وسلم: «لا عدوى».
والمعنى لا ينتقل المرض من المريض إلى الصحيح إلا بمشيئة الله سبحانه.