استغرب ولدي عبدالله عندما شاهد العاملة تغسل سيارة أمام المنزل في التمثيلية التي تعرض في تلفزيون الكويت. فقلت له: لا تستغرب ذلك، فقد صار غسيل السيارات من قبل العاملات صباحا منظرا مألوفا وغير مستنكر للأسف!
يوميا نشاهد العاملة تغسل السيارات صباحا في الصيف الحار وشتاء في البرد القارس.. وعادة يكون هؤلاء العاملات عرضة للتحرش من قبل سواق الجيران العزاب.
فإلى هؤلاء النوعية من البشر، أذكرهم بمقولة أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا».
ومناسبة هذه المقولة الخالدة هي أن عبدالله بن عمرو بن العاص تسابق في الجبل مع قبطي من أهل مصر فسابقه القبطي، فما كان من عبدالله إلا أن ضرب القبطي قائلا: «تسبقني وأنا ابن الأكرمين».
فسافر القبطي مع أبيه الى المدينة المنورة يشتكي عبدالله بن عمرو بن العاص، فقام أمير المؤمنين باستدعاء عمرو بن العاص والي مصر مع ابنه عبدالله، وسأله عن الشكوى فأقرّ عبدالله بذلك.
أعطى أمير المؤمنين سوطا للقبطي وأمره بأن يقتص لنفسه من عبدالله بن عمرو بن العاص فضربه حتى رأى انه قد استوفى حقه وشفا غليله.
ثم قال أمير المؤمنين للقبطي: لو ضربت عمرو بن العاص ما منعتك لأن ابنه إنما ضربك لسلطان أبيه، ثم التفت الى عمرو بن العاص قائلا: «متى استعبدتم الناس، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا».
يحيا العدل.. يحيا العدل.. يحيا العدل.
هذه هي عظمة الإسلام، ينتصر للقبطي الضعيف على ابن الحاكم المسلم القوي، إحقاقا للعدل والكرامة والإنسانية.
العدالة تعني عدم الانحياز والمساواة بين جميع الأفراد، لأنهم سواسية أمام الشرع والقانون، لا فرق بينهم إلا بالتقوى.
اقرأ واتعظ:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «إن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة».