ضرب المعلم تلميذا في الفصل لسوء سلوكه، وعندما قرع جرس نهاية الحصة خرج التلميذ من الفصل مسرعا متوجها الى بيته، وقال لأمه وهو يبكي بحرقة ان معلمه ضربه من دون سبب.
ارتدت الأم حجابها وعباءتها وذهبت مع ابنها مسرعة الى المدرسة وهي في اشد الغضب، وكانت الام من اشرس نساء القرية، لسانها طويل «بيعارية»، وصلت الام مع ابنها الى المدرسة وهي تصرخ وتقسم بأنها ستنتقم من المعلم.
وعندما لمحها المعلم عرف ابنها وفهم الامر، فتوجه نحوها، نظر المعلم الى التلميذ وقال: لماذا احضرت اختك معك؟
التلميذ: هذه امي وليست اختي.
التفت المعلم الى الام وقال: يا سبحان الله، تبدين اخته لا امه.
ابتسمت الام واحمرت وجنتاها من الخجل وهدأ غضبها.
سألها المعلم: لماذا غضبك وصراخك يا اختي؟
الأم: لقد أتيت لأسألك لماذا ضربته لكي أكمل عقابه في البيت!
التفتت الى ابنها وأمسكت بشعره ومسحت به الارض وهي تردد «يا ويلك يا سواد ليلك»، والولد المسكين مستغرب وما يدري لماذا امه انقلبت 180 درجة.
كلمة واحدة من المعلم غيرت مجرى الاحداث.
> > >
عاد أديسون الصغير الى بيته وقال لأمه: هذه رسالة من ادارة المدرسة، غمرت بريق عينيها الدموع وهي تقرأ الرسالة، حيث قرأت له «ابنك عبقري، والمدرسة صغيرة عليه وعلى قدراته، عليك ان تعلميه في البيت».
مرت سنوات وتوفيت ام اديسون، وتحول اديسون الى اكبر مخترع في التاريخ البشري، في احد الايام وهو يبحث في خزانة والدته وجد رسالة كان نصها «ابنك غبي جدا، فمن صباح الغد لن ندخله المدرسة».
بكى اديسون ساعات طويلة، وبعدها كتب في مذكراته «أديسون كان طفلا غبيا، ولكن بفضل والدته الرائعة تحول الى عبقري».
هكذا تكون الام، بالكلمة الطيبة والتشجيع استطاعت ام اديسون ان تحول ابنها الصغير من غبي الى عبقري.
الكلام الحسن اللين يصل الى قلوب الناس، والكلمة الطيبة تفتح القلوب، وتقرب ولا تبعد، اضافة الى انها صدقة كما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.
٭ آخر المقال: الكلمة الطيبة لها مفعول السحر، قامت بإصلاح الكثير من البشر للخير.