فـــي أحـد الأيام كنت أتسوق في إحدى الجمعيات التعاونية، فجاءني مجموعة من الطلبة وسلموا عليَّ وقبلوا رأسي وتحدثنا في بعض الأمور.. وبعد نهاية حديثي معهم، جـــاءني رجل شاهد الموقف سلم عليَّ، وقـــال: أكيد انت معلم.. فقلت له: نعم معلم متــقاعد، فقال: الطلاب ما ينسون المعلم الذي درسهم وأحبوه، وإذا شاهدوه في أي مكان سلموا عليه وقبلوا رأسه.
هذا الموقف مع الطلاب ذكرني بموقف مؤثر حصل مع قاضٍ ومعلم في المملكة الأردنية الهاشمية: قاضٍ أردني أصر في إحدى المحاكم في مدينة الزرقاء على تقبيل يد متهم مثل امامه للنظر في قضية ضربه بالعصا أحد الطلبة في المدرسة، مما دفع أبا الطالب الى تقديم شكوى بحق المعلم، واضطره للمثول أمام هيئة المحكمة.
وفوجئ الحضور داخل المحكمة بفعل القاضي الذي أصر على تقبيل يد المتهم، ليكشف لاحقا بأن المتهم الذي يمثل أمامه هو معلمه القديم في المدرسة، ومربٍ فاضل، وكبير في السن، في حين قرر القاضي ان تكون قبلته على يد المتهم «المعلم» هي الحكم في القضية.
أصبح القاضي حديث الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأشادوا بأخلاقه العالية وموقفه الإنساني وتقبيله يد المتهم «المعلم» وتقديره الكبير له، لأنه كان سببا في وصوله وترقيته في عمله وعلمه.
وطالبوا وزارة التربية والتعليم بسن قوانين وأنظمة تحمي المعلم خلال قيامه بالعملية التعليمية، مستنكرين أن يمكث معلم مسنّ خرّج أجيالا في السجن بسبب ضرب طالب بالعصا.
٭ آخر المقال: «تقدير المعلم أغلى جائزة يطمح إليها».
«أفضل المعلمين هم الذين يدرّسون طلابهم من القلوب وليس من الكتب».