يحكى أن أحد المسؤولين في إحدى المؤسسات الحكومية اختلس مليون دينار، وأن موظفا صغيرا فقد في صندوقه 100 دينار، فكان مصير الأول بعد الواسطات والشفاعات وتفنيد الحيثيات وتخريج المبررات، الخروج بكفالة والحكم مع إيقاف التنفيذ، أما الثاني فالويل يلاحقه، إحالة للنيابة وإيقاف عن العمل وتشهير وتعزير وفوق ذلك يسدد ما عليه.
هذه صورة لحادثة يبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد» فمصيرهم للهلاك!
يستشري الفساد من مصدرين الحكومة والشعب فإذا أخل أحد هذين المصدرين بالعدل والإنصاف وتطبيق القانون ظهر الفساد وانتشر بل أصبح مباحا يعتاده الناس فيحل عليهم غضب الرب، وأما إذا التزم هذان المصدران بما ذكر فمصير البلاد والعباد الأمن والسعادة والحياة الرغيدة.
إن الإنسان خلق هلوعا أي حريصا في حب الخير وبغض الشر فهو من شدة حرصه يساهم في نشر الفساد إذا كان جشعا لا يحل حلالا ولا يحرم حراما، ويتساوى في ذلك المليون والمئة فالكل فساد، كما أن تجاوز القيم والقوانين واللوائح والنظم فساد لأنها تحتوي على ظلم وأخذ حقوق الغير، حتى أن البعض يعتبر هذا التجاوز فزعة من باب الأقربون أولى بالمعروف أو تطييب خاطر ومجاملة.
الصادق الأمين صفتان يحبهما الله ورسوله فالصدق أن تكون السريرة كالظاهر والأمانة هي أداء الحقوق والمحافظة عليها.
وقد وصف بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، فالتحلي بهما من أخلاق الإسلام والعمل بهما يدحر الفساد وآثاره.
[email protected]