تعرف الحكمة بأنها العلم بحقائق الأشياء، قال تعالى (ولقد آتينا لقمان الحكمة) ويقول سبحانه (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب) «البقرة: 269».
فالحكمة في كل الأحوال هي الإصابة في القول والعمل، ومن لم يؤت الحكمة فهو ناقص العقل! لا أقول معاقا بل ضائعا في رأيه متخبطا في قراراته تقوده اجتهاداته وآراء الآخرين مهما كانت، فهم في الغالب لمن ليس له حظ في الإصابة والوصول إلى الحقيقة.
الإنسان دائما يواجه في حياته مشاكل وأزمات ومواجهات فكرية، حيث يتوقف نتيجة ذلك على مصيره وحياته فيغلب كل ما يصله من آراء وتوجهات على تحقيق ما يريده.
للحكمة متطلبات وقواعد منها الإخلاص بها لله فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعا «رأس الحكمة مخافة الله».
ومنها عدم الاستعجال والتروي والحكمة في التفكير بما يحقق الإصابة، كذلك عدم الانجراف وراء كل اجتهاد وقول لكل من هب ودب، ومنها الاستفادة من التجارب السابقة والأحداث الصائبة التي تسهم في حكمة اتخاذ القرار المناسب.
نواجه في عصرنا الحالي كثرة الاختلافات والمشاكل والتي تصل إلى حد النزاع والعداوة أحيانا، وذلك بسبب فقد الحكمة فيما نقول ونفعل... أزمات اجتماعية ومواجهات فكرية ونقاشات سياسية وغيرها مما يؤثر على حياتنا وقطع علاقاتنا وأرحامنا، لذا فقد وصفها الله تعالى بالخير الكثير، كما جعلها عطاء عظيما من رب كريم.
[email protected]