حادثة الإسراء والمعراج التي يصادف ذكراها هذا الأسبوع هي حادثة وقعت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهي ليست عيدا يفرح به المسلمون ولا تاريخا قدسيا في الإسلام، انما هو عبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، بها من العبر والعجب ما أثلج الله به قلب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقعت هذه المعجزة في السنة العاشرة من بعثة النبي عليه افضل الصلاة والسلام بعد ما عانى النبي من سنوات عجاف تخللها حصار قريش وموت عمه ابي طالب وزوجته خديجة رضي الله عنها وطرده من الطائف، فطهّر الرحمن قلبه من كل ضيق وغسل جبريل جوفه من كل شر وملأه حكمة وإيمانا ثم أخذه بهذه الرحلة العجيبة وأراه معجزة الخالق في السماوات والأرض والتقى ببعض الأنبياء، واطلع على الجنة والنار الى ان وصل الى سدرة المنتهى في مكان لم يصل اليه مخلوق، فكتبت الصلوات الخمس وفضلها، فكانت هذه الرحلة راحة بال ولقاء رباني عظيم وعلم أخذه النبي مباشرة من ربه، فعاد صلى الله عليه وسلم من هذه الرحلة منفتح السريرة داعيا الى الحق وصراط مستقيم.
إن هذه الحادثة ليست تاريخاً يسطر للمهتمين به بل سيرة عطرة لنبي الرحمة يعتبر منها المسلمين وغيرهم من قدرة الله وعظم خلقه، كما يستفيد المسلم وهو يقرؤها بثبات ايمانه ومصداقية عمله ومعرفة صبره وقربه لله عز وجل، فلا يفوتنا أن نعيش مع حادثة الاسراء والمعراج بكل فصولها ومعانيها ونأخذ من معينها الصافي قوة الايمان وحبنا لله ورسوله.
[email protected]