تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي من أهم وسائل الاتصال في وقتنا الحاضر، بها تتغير الأفكار والتوجهات ويصبح البعض أهل خبرة واختصاص، وتسود مقولة رأيي صحيح ورأي غيري خطأ، ويكثر العلماء ويسود الجهلاء وتضيع القضية ويتفكك المجتمع.
إن طلب المعلومة من مصدر متكرر النقل يؤدي إلى ضعف هذه المعلومة ويكثر فيها الكذب والخطأ، والسبب في ذلك الزيادة أو النقص من الناقل، ففي أحد البرامج التدريبية أسر المدرب لأول المتدربين حديثا نبويا ينقله لمن بعده فوصل الحديث للأخير قصة تختلف عن مضمون الحديث وهكذا تقوم هذه الوسائل بنقل المعلومات.
الناظر لحال الأمة في ضوء متابعة وسائل التواصل يجد أن أكثر الناس إما عالم أو طالب علم في كل المجالات، فالمهندس ممكن أن يصبح فقيها في ليلة وضحاها، وكذلك إمام المسجد ممكن أن يصبح طبيبا بسبب أخذ معلومة عن وباء كورونا من رسالة لشخص غير متخصص وهكذا.
فالكثير من الناس يصدقون هذه المعلومات إما من حلاوة الأسلوب أو تحسين صورة المعلومة، وفي النهاية يزيد الاختلاف وتكبر المواجهة ويتشقق جدار المجتمع حتى يسقط.
إن وسائل التواصل نافعة كما هي ضارة، فمن انتفع بها ربح وغنم، ومن صدق ما بها دون التحقق والتمحيص بصحة المعلومة خسر وارتكب خطأ جسيما وربما دخل في دائرة الظلم أعاذنا الله منه، نسأل الله العفو والمعافاة من كل شر وظلم.
[email protected]