قال الإمام علي رضي الله عنه:
الدهر يومان يوم لك ويوم عليك
فإذا كان لك فلا تبطر
وإن كان عليك فاصبر.
هذه إحدى القناعات البشرية التي لابد أن يقتنع بها الإنسان، فلا يأمل أحد أن يحصل على كل ما يريد سواء واقعيا أو فكريا.
الناس أغلبهم يتمنى أن يحصل على كل ما يريد، ويعتقد أنه الوحيد في هذا الكون الذي يلم بكل شيء ويكون المرجع الأعلى للبشر، فيخوض بما يعلم وما لا يعلم، فيدافع عن فكرته ورأيه مهما كانت نتيجة ذلك وينسى أن لكل إنسان حقا في إبداء رأيه والدفاع عنه.
هناك فرق بين الاختلاف والخلاف، فالأول عبارة عن تباين في الطرح والفكرة والثاني تفرق بين اثنين أو أكثر والحدة في النقاش بهدف إلزام الآخر بالأخذ في فكرة الأول، وهذا ما يزيد شق الصف والقطيعة.
إن دمار الشعوب وتفككها هو الخلاف والدفاع المستميت عن فكرة قد تكون إيجابية أو سلبية لم تستكمل النقاش، والملاحظ أن أغلب هذه الأفكار ترتكز على عدم المصداقية وحقيقة المعلومات كما يغلب عليها المواجهة الفاسدة التي تدمر ولا تعمر وهذا ما لا يحمد عقباه.
إن الخلاف في صورته البشعة هو حرب بين طرفين كل يدافع لإرضاء ذاته وينتصر لها، فتركه أولى من فعله والبعد عنه خير من قربه والتريث به سلامه وعدم الخوض فيه أحسن علامه.
إن القيل والقال والبحث عن الدواعي بالسؤال للخوض في خلاف غير نافع فهو طريق لدمار البلاد والعباد، فالمواطن دوره في البناء والتنمية والتشجيع ولا يكون سلبيا يسهم في تكسير المجاديف وإثارة المخاوف.
[email protected]