في الجمعة من رمضان، تتعاظم أوقات إجابة الدعوات مع الصيام والساعة المستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة ودعوة الصائم عند فطره، وقد جاء الأمر بالدعاء في رمضان في كتاب الله في قوله تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).
وذكر ابن كثير في تفسيره للآية أن ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء، متخللة بين أحكام الصيام، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند كل فطر لما روي أن «للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة» ولما رواه أبوهريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر...»، وكان السلف الصالح إذا افطروا جمعوا أهلهم وأولادهم للدعاء، فكان عبدالله بن عمرو إذا أفطر، دعا أهله وولده ودعا.
فما أحوجنا أيها الكرام إلى استثمار هذا اليوم بالدعاء والابتهال إلى الله أن يعيننا على صيام وقيام هذا الشهر المبارك وتعميره بالأعمال الصالحة وتربية أنفسنا وأهلنا على الاستفادة من مدرسة رمضان التربوية، وأن يرفع عن المسلمين حالة الضعف والتشرذم والوهن والتبعية، وأن يعيد إلى أمة الإسلام سالف مجدها ويهديها إلى سبيل الرشد والكرامة والعزة والحرية والعلم والنهوض الحضاري، وأن ينصر المظلوم ويحبط كيد الظالمين، وأن يكون في عون إخواننا المتضررين من الكوارث والأوبئة، وأن يغفر لنا ولوالدينا ويرحمنا برحمته.
[email protected]