لعل العنوان يثير التساؤل.. ما القصد في البحث عن المرأة؟ هنا توافق تشترك فيه المشكلة والمرأة ولا تعتبر المرأة مشكلة بالمعنى المعروف فالقوة والصلابة واللين صفات مشتركة بينهما.
أما المشكلة التي نطرحها هنا وهي المشكلة المعيقة للتنمية فتنحصر في الإدارة المتواضعة لدفة تنمية البلاد.. فالكويت بلد رزقه الله عز وجل بكل مقومات التطوير والتجديد والتنمية سواء على المستوى المادي أو على مستوى الخبرات والكفاءات والتنمية البشرية، لا ينقصنا إلا التجرد لرفعة البلاد وعدم المحاباة للربع والجماعة!
أذربيجان دولة جديدة تنتج 900 ألف برميل نفط يوميا وعدد سكانها 9 ملايين ونحن بلد عريق ننتج 3 ملايين برميل يوميا وعدد السكان لم يتجاوز 4 ملايين.. من زار أذربيجان ورآها بمقياس عمرها الذي يتراوح نحو 20 عاما يرى النقلة النوعية في التنمية، فهي تعد الآن كإحدى الدول الأوروبية المتقدمة في الجانب الاقتصادي والعلمي والاجتماعي.. وما إن تصل إلى مطارها ترى روعة هذا المبنى بعد أن كان شبرات قبل عدة سنوات.
عاشت هذه البلاد في ظل النظام الشيوعي أكثر من 70 عاما دون تقدم أو تنمية.. وخلال سنوات محددة ارتقت إلى مصاف الدول المتقدمة، فمستقبلها مزدهر ومليء بالمفاجآت حيث يشير مستوى السياحة عندهم إلى إقبال منقطع النظير.
وفي هذه الحالة لابد أن تتحسس جذور المشكلة المتمثلة في سوء الإدارة وعدم استشراف المستقبل، فالرفاهية ليست في زيادة الرواتب وإسقاط القروض فقط بل تقوم أساسا على توفير السعادة للمواطنين وتنمية البنية التحتية والارتقاء إلى مستوى متقدم وتفعيل الاقتصاد بما ينفع العامة وبناء البلاد وفق أسس وإدارة متميزة.
الكويت درة الخليج كانت ومازالت.. يشار اليها بالبنان ويستفيد من خبراتها الكثير من الدول، لديها العديد من المبادرات والأفكار، أبناؤها يتميزون على جميع الأصعدة ويبدعون في كل مجال.. أفاض المولى عز وجل عليها بالنعم والاستقرار وتميز مواطنوها بالارتباط باللحمة الوطنية وحب الكويت، ففي الأزمات لا يفرقنا دين أو مذهب أو قبيلة أو عائلة كلنا كويتيون وإن اختلفت وجهات نظرنا.
في ظل كل هذه الميزات وإدارة البلاد تقوم على حب الخشوم وتطييب الخواطر حتى أصبحت مشاريع التنمية كأنها كعكة عيد الميلاد كل يقتطعها من جانب إما بسلطة تجارية أو رسمية أو دهان سير.
اعتقد أن الوقت ملائم الآن للعمل على محور تنموي منفصل عن جميع المحاور الأخرى، كما أن إدارة البلاد لابد أن تؤكد على دعم التنمية بشكل رئيسي دون تدخل.. واختيار الشخص المناسب في المكان المناسب مع إعطائه جميع الصلاحيات وفق خطته المعتمدة، فأبناء الكويت لديهم افكار ابداعية وجهود متميزة وعلاقات فاعلة.. ولا تنحصر الإدارة في 20 شخصا مجردين من الصلاحيات ومنشغلين بمشاكل الناس والواسطات واستخدام التفويضات لمستويات من دونهم ما أدى الى تأجيل الكثير من برامج التنمية وفشل وضع وتنفيذ الخطة التنموية.
كلنا أمل بالقيادة الحكيمة في تعديل جدولة التنمية وفق المعطيات المتاحة... والله من وراء القصد.
[email protected]