ما تعانيه المجتمعات وخاصة الإسلامية والعربية هو الحرص على متطلبات الذات ورغباتها، فالإنسان الذي ليس لديه مبدأ أو منهج حياة تجده يحرص على ما يريد دون الأخذ بمصالح الناس وقيم وأخلاق المجتمع... الكل يجاهد بأن يكون هو الرابح ماليا وشخصيا واجتماعيا، ولا يقف عند هذا الحد بل يقضي حياته وأوقاته بتحصيل ما يريد حتى لو على حساب أهله وأولاده.
لذا فقد هذب الإسلام هذا وجعل حب الذات قائما على القناعة التي هي كنز لا يفنى.. قال صلى الله عليه وسلم: «من أصبح معافى في بدنه آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا»، فالذات لها مقومات ترتكز عليها لتسعد في حياتها منها على سبيل المثال القناعة وحب الخير للآخرين وعمل الخير وترك كل ما هو مرفوض من حسد حقد ومنافسة بغيضة.
دخل أحد المسؤولين المرموقين إحدى الديوانيات واستقبل استقبالا طبيعيا وهو يتحرى استقبالا حافلا.. إلا أنه لم يحقق إرادته، ثم دخل أحد الرموز الاجتماعية من أهل الخير فوقفت الديوانية كلها عن بكرة أبيها تقدم التحية والترحيب لهذا الرمز.. هنا تحقق الارتقاء بالذات إلى درجات عليا.
حب الذات كما هو أسلوب مرفوض فهو أسلوب مطلوب كذلك، وهذا يتمثل بالالتزام بمتطلبات حب الذات الإيجابية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «من كانت الدنيا همّه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة»... فحب الذات يقوم على رفعة هذا الذات فيما ينفع به البلاد والعباد ويرتقي بالأخلاق ويجمع المصالح.
[email protected]