من باب وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين... انتهى النصف الأول من رمضان وها نحن في النصف الأخير منه، فمن لم يقدم لنفسه فليتدارك فيما بقي من هذا الشهر الفضيل.
النصف الأخير من رمضان فيه من الخير الكثير فهو ميدان الاعتكاف ومنهل العبادات ومصادر الخيرات والعتق من النيران، فهل من مدكّر؟ وهل من متعظ؟... العمل في هذه الأيام يعادل بالأجر أكثر منه خلال ثمانين سنة، هذه ليلة القدر، فما بالك بالشهر كله! هل ندع الفرصة تفوت ونخرج منه بلا ربح ولا تجارة تنجينا من عذاب أليم.
يفترض أن نتعلم من رمضان حب الطاعة لله، والصبر على قضائه.. فلا ينتهي الشهر وتنتهي معه هذه الدروس ولا ينقضي وننسى خيراته، فالحياة ساحة للعطاء وميدان للسباق ومحطة للمثابرة والصبر، والله عز وجل خلقها بهذه الصورة وأراد أن يختبرنا فيها... كما يسر لنا كثيرا من الفرص التي تساعدنا على أن نعبده حق العبادة، ورمضان من الفرص العظيمة التي تعيننا على حسن العبادة والتقوى والصبر.
نذكر ولا ننسى فضل هذا الشهر الكريم، بقي القليل ونحتاج الكثير من فضله فمن تقاعس فالمجال مفتوح والوقت متاح وليعمل ويجتهد فيما بقي منه !
رمضان هذا العام اذا انتهى فلن يعود الا بعد سنة، فهل نضمن بقاءنا الى السنة القادمة!
كان الصحابة رضوان الله عليهم يحرصون على زيادة العمل في رمضان ويدعون الله أن يتقبل أعمالهم طيلة ستة شهور بعده والباقي يسألون الله أن يبلغهم رمضان المقبل، وذلك لحرصهم على خيرات رمضان وفضله.
يقول الله عز وجل (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) الذاريات.
[email protected]