الله جل وعلا أنزل القرآن ليكون للعالمين نذيرا، وبيّن سبيل هذا الدين فقال: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني...)، وقال عز من قائل: (ما فرطنا في الكتاب من شيء...). فمن تبصّر وتدبر في كتاب الله وجد كل ما يتمناه ويريده.
عندما أراد «كانت»، وهو فيلسوف ألماني مشهور، أن ينقد العقل الخالص سأل نفسه ثلاثة أسئلة:
ماذا أستطيع أن أعرف؟
ماذا أستطيع أن أفعل؟
ماذا أستطيع أن أتمنى؟
ثم أسس فلسفته في الحياة في ضوء هذه الأسئلة حتى واجه انتقادات كثيرة تدل على أن هذه الفلسفة لا تقوم على مرجعية ثابتة ولا أساس واضح.
في معرفتنا للدين الخالص والوصول إليه - نحن المسلمين - لا بد أن نسأل أنفسنا ثلاثة أسئلة كذلك، لكننا ننطلق من أساس ثابت وقوي وهو كتاب الله وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم.
٭ كيف تطمئن قلوبنا بالإيمان؟ وهذا ما تعلمناه من نبينا إبراهيم عليه السلام حيث يتمثل لنا في التفكر في خلق الله وقدرته.
٭ كيف يجب أن نتصرف في الدنيا؟ وهو تحري التقوى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته...) والتحلي بالأخلاق الحميدة (وإنك لعلى خلق عظيم).
٭ كيف نصل الى الفلاح في الدنيا والنجاة في الآخرة؟ يقول المولى عز وجل (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
لقد كان وما زال الى قيام الساعة منهج القرآن الكريم هو سبيل المسلمين القويم وطريقهم للنجاة، فهو المرجع المصون من الزلل والخطأ وهو الصراط المستقيم الذي تقوم عليه أمور الدنيا والآخرة، فقد بدأه الله عز وجل بقوله (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين).
هكذا يعرف الدين الخالص لمن أراد أن يذَّكَّر أو أراد شكورا.
[email protected]