إذا أردت أن تعذب أحدا فاقطع عنه مصدر رزقه، الأمر الذي يجعله يشعر بخوف يهدد حياته وبجوع يفقده مقومات الحياة والصحة.. هذان الأمران من أشد أنواع العذاب والابتلاء، حيث يقول رب العزة في كتابه الكريم: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع) البقرة ١٥٥.. لذا فإن من أعظم أعمال الخير سد حاجة المسلم وإعانته على استقرار مصادر رزقه وخاصة إذا كان المتسبب عدوا للإسلام والمسلمين.
إن ما يحدث في تركيا من الحصار الاقتصادي وانهيار عملتها هو الورقة الأخيرة لأعداء الإسلام حتى يدمروا هذا الصرح الإسلامي المتميز الذي يقتدي به كل مسلم، لكن شعارنا في هذا هو قول الله جل وعلا: (ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما) النساء ١٠٤، ونحن على يقين بأن الله مع عباده فإن الله ينصر من ينصره وأخلص له العمل والعبادة، كما يجب على أمة الإسلام أن تقف في وجه من يريد لها الشر بكل ما تستطيع سواء على المستوى الاستثماري أو الدعم المادي أو الدعاء حتى نبين لأعداء الإسلام شموخ هذه الأمة واتحاد أعضائها ودور الأخوة في الله في مواجهة الكفر وأعوانه، إن نفس الإسلام المتجذر في أبنائه الأتراك والريادة التي اظهروها وساهمت في رفع معنويات المسلمين وتفاخروا بها وبعون من الله الرحيم بعباده سوف تعود لهذا الصرح أمجاده وتميزه وسيكون نبراسا للمسلمين وقدوة عظيمة لهم.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
[email protected]