الله تبارك وتعالى أضفى علينا نعمة عظيمة وهي نعمة العقل التي يميز بها الإنسان كل غموض يواجهه، ويصحح مساره وفق منهج الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، لكن ما يثير الدهشة في تصرفات بعض الناس أنهم يهملون العقل ولا يستخدمونه في إحقاق الحقوق وتصحيح المسار... والأدهى والأمر أن هؤلاء على مستوى عال من العلم والفهم والدراية لكنهم لا يعلمون أن العلم والعقل متلازمان إلا انهم اعطوا النفس حظا كبيرا وخلطوا العلم بالهوى وإرضاء النفس حتى صدرت منهم هذه المقولات التي انتقدها من يعلم ومن لا يعلم.
لقد كان تركيزهم على علماء الأمة واتهامهم عقديا وتشريعيا طعنا في إخلاصهم وحسدا في أدائهم وهم لا يصلون إلى مستوى تلاميذ تلاميذهم.. ونسوا هموم الأمة وتصرفات من نهبها وفرقها وعاداها الذين تصدى لهم كل البشر والدول لإيمانهم بتطرف هؤلاء وجبروتهم وإجرامهم، وهؤلاء من طعنوا بالعلماء يطبلون للفجرة الذين قطعوا شتات المسلمين وأجبروهم على طاعتهم ومديح أعدائهم.
يا من شمرتم لمحاربة علماء الأمة وناصرتم أعداء الدين احكموا العقول وتجنبوا حظ النفس والهوى وانصروا إخوانكم والتمسوا لهم ستين عذرا.. فإن لم تستطيعوا فعليكم بالصمت، فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه.
يقول إبراهيم ابن أدهم- رحمه الله- وهو من الأئمة العظام عندما طعن أحدهم بأحد المسلمين قال: هل غزوت الفرس؟ قال: لا، قال: هل غزوت الروم؟ قال: لا، قال: يسلم منك عدو الله ولا يسلم منك أخوك!!
[email protected]