تتداول ألسن المجتمع الكويتي جودة مسلسل هم نوايا، ويقدر الله أن أرى الحلقات الأخيرة من هذا العمل الدرامي الناجح وأتمعن في السيناريو والإخراج وأسلوب العرض الذي يعبر عن قيم اجتماعية سامية يتحلى بها المجتمع الكويتي... فقد وجد هذا المسلسل قبولا واسعا عند الكثير من أهل الديرة، وذلك لاحتوائه على قيم وتقاليد وأخلاق هذا المجتمع المسلم.
لو أردنا أن نحصر هذه القيم في المسلسل لوجدناها كثيرة تميز فيها المنتج والمخرج والممثلون، إلا أننا سنتطرق لبعضها سائلين المولى عز وجل أن ننتفع بها وتكون نبراس خير لأهل الخير أبناء هذا البلد العظيم.
تلاحظ في البداية التركيز على طاعة الوالدين واحترامهم وهذا من بر الوالدين الذي أمرنا الله به في سورة الإسراء (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) فكان هناك تركيز على هذا الخلق خاصة ان المسلسل يحاكي زمنا تكثر فيه الحداثة والثقافة الغربية.
كما تلاحظ كذلك تكاتف الإخوة والأخوات من خلال الوقوف معهم بالأزمات والزيارات المتكررة والمشاركة الاجتماعية الفاعلة، الأمر الذي يوحي بحرص الوالدين عليهم والمعايشة القريبة منهم وحل مشاكلهم والتواصل معهم، وهذه هي القيمة الرابعة التي شاهدناها في هذا المسلسل.
مما أفرزه المسلسل وهذا برأيي أمر مهم... هو ترسيخ ثقافة الآباء والأجداد قولا وفعلا، فهو يحوي على كثير من المصطلحات الكويتية التي كادت أن تندثر مثل (سنين ودنين) وأعمال يراها أبناؤنا غريبة مثل (الزينة بالحنة في يد الطفل في الأفراح والمناسبات).
أكد المسلسل على حقوق الأزواج وتكريس مفهوم الاحترام بينهما.. وهذا ما يجعل الزواج سكنا لهم لا يفرقهما سوء ولا غيرة ولا حسد عدو وحاقد، فقد واجه الزوجان مشاكل وتحديات سلبية إلا أن المسلسل أكد على متابعة الوالدين ودعواتهم حال دون الانفصال والفراق.
المسلسل دراما يكرس عادات وتقاليد أهل الكويت في ظل ثقافة جديدة علينا أثرت تأثيرا سلبيا على الأبناء وغيرت مفاهيمهم المستمدة من دينهم وعاداتهم فأصبح تقليد الغرب أحسن وأحدث من العادات التي (حسب ظنهم) لا يعملها إلا تقليدي أو كبار السن.
شاهدنا دراما واعدة وراقية نشكر جميع القائمين عليها من تلفزيون الكويت بقياداته والعاملين فيه ومن ساهم من فنيين وممثلين، فلهم الأجر والمثوبة.
[email protected]