النظافة من الإيمان قيمة عظيمة تميز بها الانسان عن باقي خلق الله، فالنظافة هي نظافة القلب والسريرة ونظافة البدن والمكان.
روى السيوطي من حديث سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه ان رسول صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم، ولا تشبهوا باليهود» حديث حسن، فأمرنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بأن نتحلى بهذه القيمة ونبادر في نشرها فتكون من صلب قيمنا الدينية.
في أحد شوارع اسطنبول المزدحم بالناس دون السيارات شد انتباهي موضوع النظافة وكيف يعالج في هذه البلد الإسلامية العظيمة... رأيت وأنا أمشي لمسافة قصيرة خمس وسائل للنظافة في هذا الشارع، الاولى أن على بعد كل 100 متر تجد صندوق زبالة، والثانية رجال معهم ملقاط يجمعون الأوراق والمخلفات ويضعونها بأكياس القمامة ،أما الثالثة فهي عبارة عن رجل يحمل آلة شفط يشفط بها كل المخلفات بالشارع، والرابعة عبارة عن سيارة صغيرة بها فرش تنظف الشارع بها، والطريقة الخامسة فهي سيارات القمامة الكبرى يجمع بها ما تم جمعه واخراجه من الشارع.
هذا الاهتمام يكون درسا يتعلم منه المواطنون والمقيمون للمحافظة على بلادهم، كما شد انتباهي لقطة في اليوتيوب للرئيس التركي وهو يلتقط ورقة سقطت من احد الزعماء عند التصوير فيلتقطها ويضعها في جيبه لإلقائها خارجا، كما أن سنغافورة وضعت قانونا يجرم من لم يطبقه بدفع 500 دولار سنغافوري لمن يلقي شيء في الأماكن العامة.
إن القيم لا يتعلمها أحد من خلال قراءتها من الكتب أو سماعها من القصاصين بل يتعلمها من مارسها واهتم بها، وهذا ما نريده أن يصل لأولادنا بعد أن نطبقها على انفسنا محتسبين الأجر وجمال وطننا الغالي.
[email protected]