سور الصين العظيم بدأ بناؤه عام 221 ق.م ثم استكمل البناء عام 1449 م حيث بلغ طوله اكثر من 5000 كم. كان السبب في بنائه حماية الصين من هجمات المغول المعتدين، اطمأن الصينيون من هذا السد المنيع الذي حماهم من اعتداء المغول، الا أن المغول في أول قرن بعد استكمال البناء اخترقوا السور وعاثوا في الارض فسادا وقد كان ذلك حدثا عظيما احتار فيه الصينيون، وعندما حققوا في الأمر وجدوا أن المغول دخلوا من البوابات من خلال رشاوى دفعوها للحراس! هنا استدرك الصينيون وعلموا أنه قبل بناء الحجر لابد من بناء البشر.
في عصرنا الحديث اهتمت بعض الدول ببناء الإنسان من خلال ركيزتين، اولاهما: التفاعلية التي يقودها العلم والمعرفة، والثانية: الالتزام بالقوانين والنظم بإخلاص ومصداقية وأمانة، وكل ذلك يقوم على بناء وطن عظيم وشعب راق وأمين.
يعتقد بعض الناس أن الرقي والتطوير لا يقوم الا بوجود المال أو الثروات، بل إن للإنسان الواعي والحريص على رقي وطنه دورا كبيرا في اقامة هذا الرقي والتطور... لكن مع الأسف كلنا ننظر الى ما نملك من ثروات ونعتقد في بعض الأحيان أننا نستطيع شراء الرقي والتطوير ونحن على اريكتنا متكئين، فالمال له حد فينتهي، والثروات قد يأتي لها بديل فتبور فلا يبقى إلا همم الأبطال من رجال ونساء يقوم عليها الرقي وتورث للأجيال القادمة جيلا بعد جيل.
للإنسان قدرة خلقها المولى عز وجل فيه ولم يستخدم منها الا بقدر 6%، لذا انتبهت بعض الدول لهذه الثروة وحافظت عليها واستثمرتها خير استثمار فسبقت من معها ولحقت بمن سبقها.
في عصر التداعيات السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية نحن نحتاج الى ابطال يتصفون بذكاء الأبطال وقوة الأسود وأخلاق العاقل السوية، فهم كثيرون في الكويت ولله الحمد، لكن ينقصها القرار وتنفيذه بعد التوكل على الله، فلا يواجه التداعيات والتحديات الا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وهبوا للعمل بصدق وأمانة.
[email protected]