إذا بلغ الإنسان فترة من العمر ووصل مرحلة التقاعد ولم يحرص على ان يجد عملا، والأولاد كل انشغل بزوجه وأولاده، ولم يفكر هذا الإنسان بالرزق فهو مكفول ولا حتى بنزوات الشباب.. فقد بلغ فترة الفراغ.
يقول الله عز وجل في سورة الانشراح (فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب) وهنا إشارة الى الإكثار من طاعة الله عند الفراغ، كما يتجلى ذلك في حال التقاعد... فالتقاعد ليس ارتياحا من العمل ولا جلوسا في المجالس والدواوين، كما هو ليس الانشغال بهواية دنيوية يقول فيها المتقاعد أشغل نفسي بها وكأنه ينتظر الموت، انما التقاعد هو الفترة الذهبية للإنسان والتي تتيح له إكمال تقصيره في حق الله والاستغفار والتوبة وذلك من خلال الزيادة في الطاعات وإكثار الحسنات.
مجالات عمل الخير كثيرة وأماكن أداء الطاعات منتشرة وهذا يتيح للإنسان استغلالها متى شاء وكيفما يشاء، فإذا كانت الرغبة في عمل الخير فالجمعيات الخيرية كثيرة، وإن كانت الرغبة في حفظ القرآن وقراءته فالمساجد منتشرة في جميع مناطق البلاد، وإن كانت الرغبة غير ذلك فالعمل يقوم به حسب قدراته واوقاته.
متقاعد ليس كما يقال تموت قاعدا بل هو تفرغ من كثير من المسؤوليات من تربية ابناء والتزام بعمل واحتياجات البيت.. كل ذلك يتحرر منه المتقاعد ويبقى عنده تفرغ ومتسع من الوقت، لذا لابد أن يشغل ذلك الوقت بالقرب الى الله وكما يقول المثل «نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل» فالمآل قريب وحسن الخاتمة عجيب والله فوق ذلك رقيب... وهو القائل (فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب).
[email protected]