التطرف هو الوضع في طرف كل شيء سواء كان فكريا أو دينيا أو اجتماعيا أو غيرها، ولم يحصر في الدين فقط أو الإسلام كما يشاع ضده، ففي كل شذوذ وبعد عن قلب الحقيقة تطرف، فالحب الشديد لأحد الأولاد دون الباقي تطرف، أو الاستمرار في أكل وجبة واحدة دون التنوع المفيد أيضا تطرف، لكن المعنى انحصر في التشدد والتزمت في الفكر أو الدين ووصف به كل من أشهر العداوة للغير حتى لو كان الغير على حق.
في العقود الأخيرة تم التركيز على مصطلح التطرف حيث تاه المفكرون في تفسيره، فقد ارتبط معناه ببعض التصرفات غير النافعة والتي يقع فيها بعض الجهال ومن ليس لديهم علم، الى جانب الحماس الخاطئ في فهم ما يدور في ساحتهم.
لذا، استغل ذلك أعداء الإسلام وقاموا بإسقاط هذا المعنى على الإسلام والمسلمين، فأخذوا يتصيدون في المياه العكرة كل الزلات والأخطاء التي يقع فيها المسلمون حتى جعلوا من الحبة قبة، كما يقول المثل، فأصبح ذلك المصطلح ملازما للإسلام، علما أن هذا الداء يقع فيه سائر البشر على اختلاف مللهم.
لقد أعطى العالم لمصطلح التطرف مكانة كبيرة بل أصبح كالسلاح الفتاك يخشى منه كثير من الناس قولا أو فعلا، وألصق بالإسلام بقصد زرع التهم به والتخويف منه، لذا ركز أعداء الإسلام على مصطلح «الإسلامو فوبيا» ليكون صورة حضارية للتطرف.
لقد عالج الإسلام هذه القضية بحسن النية وتقديم الخير على الشر، كما جاء في الحديث «إذا رأيتم الرجل يرتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان»، كما رفض الإسلام الطيرة والتشاؤم وسوء الظن، وحث على التعامل بالظاهر وترك الباطن لله عز وجل مع الأخذ بالحيطة والحذر.
لذا يجب على المسلمين ألا يعطوا هذا المصطلح أكبر من حجمه فيصبحوا مسوقين لبضاعة الغرب وأعداء الدين، كما يجب عليهم المبادرة بالحكمة والموعظة الحسنة والأخلاق السامية حتى يثبتوا للغير أن الإسلام دين الحق والعدل فلا تطرف ولا خوف منه بل رحمة للعالمين.
[email protected]