في قصة طريفة يقولون: إن الحيوانات أقامت حفلة في طرف الغابة، ودعوا لها كل من يعيش فيها إلا الحمار... زعل الحمار وغضب وحلف بأن يحضر الحفل، فجاء متنكرا بصورة أذكى الحيوانات وهو الثعلب، وحينما دخل الحفل يتخطى الضيوف حتى يصل للصف الأول وإلا عريف الحفل يطلب الكلام لمن أراد، الحمار فوق غبائه ملهوف، رفع يده وطلب الكلمة وحينها عرفوا أن هذا هو الحمار طردوه. صچ من قال: «الحمار حمار لو لبسته بشت».
المثل هذا يقودنا الى لقافة بعض الملاقيف الذي يتكلم بما لا يعلم ويسوي روحه عراب العلم والمعرفة، وهو في الحقيقة ضايع بالطوشة... ينقل الحديث من عدة مصادر ويفتي بما يراه دون أدلة وبراهين وفوق ذلك لا هو في العير ولا بالنفير.
كلما يحدث حدث إلا وعلماء التواصل إذا صحت تسميتهم بهذا الاسم شمروا عن سواعدهم وأطلقوا آراءهم وملأوا أدوات التواصل بالأفكار العجيبة فانشغلوا وأشغلوا الناس بل ارهبوهم من سوء العواقب، إذا صار تشكيل حكومي اصبحوا رؤساء وزارة، واذا أثيرت مسألة شرعية فهم مشايخ العصر، وإذا اضطرب الجو صاروا خبراء أرصاد حتى الرياضة لم تسلم منهم... سبحان الله الظاهر هالايام ما نحتاج متخصصين.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» متفق عليه، والخير هو ما ينفع الناس في دينهم ودنياهم ويقوم على اصول ثابتة وحقيقة واضحة وتحليل دقيق.
لقد احتوى حجم أدوات التواصل على رسائل فاقت عدد المخلوقات أشغلت الناس واقتطعت أوقاتهم، ونتج عن ذلك قلة إنتاجهم وعطائهم، فلا يسعنا الا أن نقول كلمة في الإذن لهؤلاء: «يا ملهوف لا تكون ملقوف».
[email protected]