من الظواهر السنوية إقامة الأعياد هذه الأيام.. ومثال على ذلك عيد الشكر الذي يقام في أميركا في العشرين من شهر نوفمبر، وعيد رأس السنة في أول يناير، حيث يحتفل فيها غير المسلمين دون الشعور بمستقبلهم في الحياة ودورهم فيها.
التاجر ينشغل هذه الأيام بإعداد كشوفه المالية ويضع موازنته للسنة المقبلة ويعد ربحه أو خسارته، والمؤسسات تقيّم أعمالها وخططها السنوية لمعرفة إلى أين وصلت وماذا حققت، أما باقحققتي الأفراد فلا يهتمون إلا بالأفراح والوناسة ويطربون أنفسهم بما يليق وما لا يليق دون النظر والاعتبار، بل هي طقوس وأفراح.
الطامة الكبرى أن بعض المسلمين يقلد الغرب تقليدا أعمى، مع أن الإسلام دين القيم ومنهج للحياة وفيه ما يحقق مراد الإنسان ودوره في إعمار الحياة وهي رسالته الخالدة التي بلغها رب العزة لآدم عليه السلام حينما قال (إني جاعل في الأرض خليفة).
إن الرابح هو تاجر الآخرة، الذي يجمع الفوائد طوال العام ويحاسب نفسه، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فاليوم عمل بلا حساب وغدا حساب بلا عمل»، كل محاسب أمام ربه يوم الحشر، تتطاير الصحف وتظهر الأعمال وتوضع الموازين، فمن أخذ كتابه بيمينه فسيحاسب حسابا يسيرا، ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا.
إننا أمام عام جديد ونودّع عاما يمضي، فلنأخذ من تقصيرنا عبرة نتجاوز بها سيئاتنا، ونبدأ عاما جديدا لعلنا نكسب رضى الله عز وجل.
[email protected]