تعيش بلادنا الحبيبة هذه الأيام في ظل ظروف دولية صعبة، ومواقف سياسية متقلبة تأتي بها الأحداث من كل حدب وصوب، وقد أوجد ذلك فزعا شديدا في قلوب بعض الناس مما خلق نوعا من الخوف وكثرة القيل والقال.
الله جل علاه ذكر الخوف في مقدمة الابتلاءات، فقال سبحانه وتعالى في سورة البقرة (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ) وهذا عنصر قاطع في خلق الإنسان، ينتابه الخوف في فقد غال عنده من روح ومال وأنفس وخيرات وهو أول ما يفكر فيه من تصيبه هذه المشاكل، كما أن تناقل الأخبار يزيد الهم غما ويعم الخوف عما تتضارب الأقوال وتتنافس الخبرات ويجد الجهلة مجالا ليزيدوا الطين بلة.. فيحققوا انتصارا عظيما على حساب ترويع الناس وإخافتهم.
نعم نحن نؤمن بأن الخوف أشد ابتلاء، لكننا لا ننسى أن قدر الله سبحانه قائم، وأن الأمور والأحوال قد قدرها الله عز وجل قبل بدء الخليقة، فلا نعلم بما هو آت، لكننا نسأل الله السلامة.
الشواهد كثيرة فكم من سليم زار مريضا يموت السليم ويشفى المريض، وكل ذلك تقدير من الله عز وجل، والذي قال في محكم آياته في سورة القمر (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ).
إن من الإيمان الرضى بقدر الله وهذا يتطلب الصدق الخالص ويسنده الدعاء الصحيح ويواجهه الصبر الجميل، فعلينا أن نتقبل قدر الله برضى ونجتهد بالدعاء الدائم ونصبر كما صبر يعقوب عليه السلام، نبتغي فرج الله وأن يحفظنا من كل بلاء وكرب، ثم لا نخوض في التكهنات ونتابع أخبار الجهلة فلا ندري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.. ونتذكر دائما بأن مع العسر يسرا.
[email protected]