تقال هذه العبارة لمن يتجاوز حدوده بالتصرف أو التعدي على الآخرين دون الخوف مما قد يردعه من عقاب أو حتى توبيخ.
وهذه العبارة ليست مطلقة، فالأدب كما تعلمون يختلف ثقافيا من مجتمع لآخر إلا أنه بالتأكيد يجب ألا يلتبس مع ارتكاب جريمة أو مخالفة قانون أو حتى اتفاقية دولية، وهذا القول لا ينطبق على الأغبياء أو المجانين أو حتى الأطفال، بل للأسف نراه ينطبق على دول وأنظمة وأشخاص من المفروض أن لديهم وضعا اجتماعيا أو سياسيا بارزا.
في التاريخ الحديث إسرائيل الابن المدلل لأحد أفراد الشرطة العالمية تتصدر اللائحة في هذا المجال باحتلالها العسكري لأرض فلسطين والتنكيل وقتل وحصار شعب في محاولة القضاء على العدد الأكبر منه بالتهجير أو القتل.
كسر هذا الكيان الذي أقيم بقرار الهيئة الأممية المتحدة، 65 قرارا من قراراتها دون أن يرف له جفن أو حتى يرتبك من نتيجة ما ارتكب من فظائع ومجازر، وهناك أنظمة دولية تلبس لباس العدالة وحقوق الإنسان وتنتهك الأموال والحرمات دون خوف ومهابة علما انها هي التي وضعت العقوبات الرادعة لكن دون تنفيذ إلا على الذين ليس لهم حول ولا قوة.
وعلى هذه الشاكلة فبعض الناس بأشخاصهم وسلطاتهم ساروا على نفس المسار، فهدفهم تحقيق رغبة ذاتهم دون الالتفات الى قوانين العقوبات، فتجدهم يتوعدون الناس بعدم تجاوز القانون والبعد عن الفساد وحفظ الحقوق وهم أول من يقوم بها فأمنوا العقوبة وأساؤوا الأدب.
ما يحدث في العالم في عصرنا الحالي هو التوجه الى تحصيل الأمن من العقوبة والقرب من صاحب الأمر للاحتماء به وبناء علاقات قوية تكون درعا واقية، واستخدام أدوات الإغراء التي تجعل النفس ضعيفة أمامها كالمال والجاه، فاستشرى الفساد حتى أصبح رأسمال أصحاب السلطة والنفوذ، وكل ذلك على حساب المساكين والضعفاء.
إن بناء العدالة يقوم على التوجيه الرباني المنطلق من كتاب الله، حيث قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها» فالأصل مخافة الله في القول والعمل، فهو الطريق القويم والصراط المستقيم.
[email protected]