خــلق الله الإنسان وأكرمه بالعقل الذي ميــزه عن كثير من المخـــلوقات، فأصبح هذا المخلوق على ضـــعفه مما نراه قوة خارقة وخلقا عظيما، فلو تتبعنا سيرته منـــذ خلق آدم عليه السلام لوجدنا إنجازات عظيمة وكبيرة تعجز عن صنعها معدات القرن العشرين وتكنولوجيا هذا العصر.
ففي الأهرام قوة وفي السفن عزيمة وفي الحروب شجاعة ودهاء، ومع ذلك يقول العلماء إن الإنسان لم يستخدم من عقله إلا ٦% فقط... سبحان الخالق لو تفرد الإنسان باستغلال عقله فقط لكانت الحياة على غير وضعها اليوم.
هذا الإعجاز سواء الفكري أو الجسدي أو العلمي جاء من هذا العقل الصغير في حجمه الكبير في فعله، فكل ما يحتاج إليه الإنسان ويريده في حياته من الممـــكن أن يحصل عليه... فما هو إلا تشغيل هذا الجهاز النـــادر وتفعيله في تحقيق الأماني حتى يصل الإنسان إلى مبتغاه.
قــال تعـالى في سورة الإسراء (ولقــد كرّمنا بني آدم) أي فضلناهم بالعقل الذي هو عمدة التكليف، يعرف به الله ويفهــم كلامه ويوصل الى نعيمه.
الفكر هو إعمال العقل في أمر ما للوصول الى المجهول، والإنسان إذا أراد الوصول إلى مجهول أو هدف فعليه أن يستخدم عقله ويحسن التدبير حتى يصل إلى إنجاز جيد، لذا كانت الحاجة أمّ الاختراع، فلو تدبرنا انتشار فيروس كورونا في العالم وانتظر الناس حتى يأتيهم الحل لهلك كل من في الأرض، لكن كل هذه الإجراءات والآليات جاءت من تدبير العقل لتواجه هذا البلاء العظيم، فهي كالأهرامات والسدود والعلوم في العصور والحضارات الماضية قامت على أسس التفكير والابتكار في العقل السليم.
لقد استهان بعض الناس باستخدام عقولهم ودعوها جانبا واستبدالها بالحاسبات الإلكترونية والأجهزة الذكية في الوصول لحلول القضايا والمشكلات حتى عجزوا فيما نراه عن مواجهة فيروس صغير الجرم، حتى الدول المتقدمة لم تحرك ساكنا الى أن تزايدت أعداد الوفيات وطفح الكيل.
لقد كرمنا الله جل علاه بالعقل فلو استخدمناه لعرفنا الصراط المستقيم في هذه الحياة.
[email protected]