رمضان شهر تصقل به النفوس والأبدان، فنجد أن الصائمين تتغير نفسياتهم إلى الأحسن وتسموا أخلاقهم الى الأعلى وتصح أبدانهم من الأمراض والعلل حتى يشعروا بحياة غير التي يعيشونها قبل رمضان، كما أن هذا الشهر الفضيل يربي الصائمين على الشعور بالغير وأهل الحاجة، ويدربهم على الصبر والتحمل، ويقويهم على مجاهدة النفس أمام الشهوات والرغبات حتى تتعرف نفوسهم على ما هو خير أو شر.
يقول المـــولى عــز وجـــل: (كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) (35: الأنبياء).
رمضان شـــهر خير يتزامن هذا العام مع جائحة كورونا فيعيش الخلق في خوف وهلع وتحتار الدول في مواجهة هذا البلاء العظيم.. تصرف الأموال وتبذل الجهود وتشحذ الهمم في ســبيل مــــواجهة ذلك، إلا أن بعضها يؤول للفشل فتكثر الإصابات وتزداد الوفيات ويزيد الخوف عند الكثير.
المسلمون عاشوا رمضان كمدرسة إيمانية استفادوا الكثير وارتقت أرواحهم ونفوسهم بقربهم إلى الله جل وعلا، كما علمتهم هذه المحنة الصبر والالتزام والتفاؤل والحلم، فاجتمع لديهم فوائد الصيام وإيجابيات المحنة فاكتسبوا الحسنيين.
لابد أن لا يعـــترض المسلم على قدر الله فقد ابتلينا هذه المحنة في شهر الصيام، وذلك ليتبين الصادق من الكاذب والقوي من الضعيف، لكن لله الحمد صبر المسلمون ووقفوا أمامها كالأبطال حتى انبهر الغرب من قدراتهم وقوتهم وعلموا أنهم مع الله فكان الله معهم، وهذا ما افتقده الغرب!
[email protected]