من يظن أن الحكومة ستسجن شعبها والمقيمين فيها عشرين يوما على ذمة السلطات الصحية، فهم محصورون بين أربعة جدران ينتظرون الفرج.
هذا الحكم بالسجن ليس شبيها بأحكام السجون العقابية التي نسمع عنها، بل هو سجن رحمة وحفظ، حيث إننا نواجه عدوا خفيا لا نعرف هجومه ومكانه وسلاحه.
الغريب في هذا الحكم أن الحاكم والمحكوم متفقان على تنفيذ الحكم بدقة وحماس، كما أن الوصول لغاية هذا الحكم هو التفاعل الإيجابي في تنفيذه، نحتاج في هذه المرحلة لأن نتبنى ثقافة جديدة تتلاءم مع هذه المرحلة لحفظ البلاد والعباد.
«سجن الرحمة» هو طريق النجاة بعد حفظ الله سبحانه ثم الخطط التي وضعتها الحكومة لمواجهة هذا العدو المتفشي في العالم أجمعه، لذا يجب علينا أن نتواكب مع تنفيذ هذه الخطط ونساهم في تحقيق أهدافها، وألا نضعف أمام كل التحديات وننزعج من كل المتغيرات فما هي إلا أيام معدودة وتنقشع هذه الجائحة أمام هذا الصبر الجميل والعزيمة القوية.
يا له من سجن جميل حمل عنا كل التبعات والاحتياجات التي كنا نحسب لها حسابا ونعد لها العدة ونصرف عليها الأموال، فهي تصلنا إلى مقر سجننا المريح كما نحصل عليها بأسلوب مرتب ومنظم إلى أن تنفرج الأزمة بإذن الله.
إذا كان يوسف صلى الله عليه وسلم قال: (قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه)، فقد آثر دخول السجن الحقيقي على الوقوع في المعصية وذلك طلبا للنجاة من عقاب الله، وهنا داخل هذا السجن المنزلي نحافظ على الالتزام بالتعليمات والمكث بعيدا عن أماكن الشبهات ووجود آثار البلاء حتى يرفع الله عز وجل عنا هذا البلاء وأن يحفظ الكويت والإسلام من كل مكروه. و«على شان الكويت خلك بالبيت».
[email protected]