الأزمة هي: تأثير موقف أو حدث يتحدى قوى الفرد أو الجماعة ويضطره إلى تغيير وجهة نظره وإعادة التكيف مع نفسه أو مع العالم الخارجي أو مع كليهما.
والإنسان كما خلقه الله هو مخلوق متميز في وجود عقله وخلقه وتفكيره، كما يتميز بعمله الجماعي وتواصله مع بني جلدته، ففي هذه الخصائص تظهر قوة الإنسان وتحديه للأزمات.
الله عز وجل بين في كتابه الكريم أن كل أزمة محكومة بظروف ووقت، وما إن تنتهي حتى تظهر لها نتائج إيجابية متمثلا ذلك بقوله سبحانه: (إن مع العسر يسرا). فلا تهنوا ولا تحزنوا فالفرج قريب.
أقبل العيد! ومن قبل كان بعض الناس لا يتصور أن نصوم ونعيد في ظل الأزمة، بل ومن كثرة الرفاهية لا يعرف البعض الصمود والمواجهة أمام الأزمات فينهار سريعا وينتابه الخوف والهلع واليأس، لكن النتائج التي أفرزتها الأزمة كانت إيجابية ونحن تجاوزنا صيام رمضان وعيد الفطر ولله الحمد، من يصدق قبل ثلاثة أشهر أننا سنخوض تجربة عالمية تحصد أعدادا كبيرة من الوفيات والإصابات في العالم وتحجزنا في البيوت والأروقة دون سابق إنذار.
لقد تجاوزنا بفضل الله جزءا كبيرا من الأزمة وصمنا رمضان وها نحن نمارس أفراح العيد كما كنا بالأمس، ففي خلق الإنسان معجزة وفي روحه همة وفي نظره رؤية ثاقبة وخاصة من امتلاء قلبه بالإيمان الصادق وتوكله على الله عز وجل.
الأزمات تمحص القلوب والعقول فتظهر المعجزات، قال رب العزة (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) فالفائز من استفاد من الأزمة وآثارها الإيجابية في دينه ودنياه والتغلب على كل مخلفات الماضي الفاسدة واستبدالها بخير منها، فلنعش حياة طيبة ونمحِ الخوف بالسعادة ونستبدل السيئات بالحسنات.
عيدكم مبارك وتقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير.
[email protected]