لا يقتصر النجاح على تحقيق الأهداف والنتائج ويقف عند هذا الحد، بل يمتد إلى التغيير والتطوير في الأنماط والأساليب والخطط حتى تتم ديمومة النجاحات، فلو اكتفينا فقط بالمصباح الكهربائي الذي اخترعه العالم الأميركي توماس اديسون عام ١٩٣١ لكان حال الدنيا يتراوح يمينا وشمالا دون محصلة جديدة من التطوير والبناء، بل توالت الاختراعات والتجديدات حتى ظهرت عدة صور جديدة وعالية الجودة للمصباح الكهربائي سواء بالقوة أو الحجم أو اللون أو غيرها.
لذا، فعلى الإنسان أن يستفيد من أي حدث يواجهه ويعيشه لكي يبني على ذلك برجا عاليا من الخبرة والمعلومات التي تساهم في مسيرة حياته.
إن التطوير يقوم على معلومات واضحة وفكر مستنير واجتهاد واسع ونية خالصة، وهذا بحد ذاته جسم التطوير شريطة ألا يكون للنفس حظ فيه، كما يحتاج ذلك إلى دعم ومؤازرة من الشريحة المحيطة به حتى لو كانت هي المجتمع بأكمله... فإن كان المجتهد مستوفي شروط الاجتهاد ولديه كل الإمكانات فليكن من حوله سندا وسورا عظيما له حتى نصل الى النتيجة، أما أن يأخذ الباقون ما يروق لهم ويتركوا ما لا يروق كل يدلو بدلوه ويرى أنه على حق وغيره على غير ذلك فقد ضاعت الطاسة واختلط الحابل بالنابل.
ما إن اقترب زوال جائحة كورونا إلا وبدأت المنافسة وكل يريد له نصيبا من الطبخة سواء على المستوى الفني أو السياسي أو الاقتصادي، بل سمعنا أن هناك صيحات من بعض النواب وبعض المتنفذين تنتقد إجراءات مواجهة الجائحة وتتوعد وتهدد بعد سكوت دام شهورا، علما أننا لم نر لهم مكانا في صفوف المواجهة طوال هذه الأزمة.
كنا نتكلم عن الاستفادة المعنوية والمادية في هذه المحنة، واننا سنطبق كثيرا من القيم والسلوكيات التي اكتسبناها خلال هذه الفترة، لكننا نجد في المقابل تكسير مجاديف وبناء سدود وعوائق أوقفت هذا التطوير، فالخوف كل الخوف أن نرجع على طمام المرحوم ولا يبقى إلا مصطلح «سنة كورونا».
حفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه، وسيجعل الله بعد عسر يسرا.
[email protected]