توفيت إثر مرض عضال في باريس مهد الحضارة الفرنسية أم كويتية حالت ظروف جائحة كورونا والقوانين من نقلها إلى البلاد، أو دفنها في مقبرة للمسلمين لأن القانون الفرنسي يُلزم من يموت في بلدية يدفن في مقبرتها ولا توجد في تلك البلدية مقبرة للمسلمين، بعد البحث اتضح أن هنالك مقبرة كبيرة جدا في ضواحي باريس، ويتواجد فيها مساحة كبيرة مخصصة لدفن المسلمين، فقامت سفارة الكويت مشكورة بالتواصل مع بلدية المنطقة وطلبت تخصيص قبر لأحد مواطنيها مع شراء ذلك القبر أبديا (لأن الإجراء المعمول به في فرنسا هو تسليم رفات الميت بعد مرور فــترة تــتراوح بـين 10 و 30 عاما حسب المبلغ المدفوع، مع إمكانية تمديد تلك الفترة مقابل رسوم إضافية).
وافقت البلدية على طلب السفارة استثناء، وتم الترخيص بنقل جثمان الفقيدة رحمها الله إلى البلدية الأخرى ودفنها في مقابرها، وقد تم الدفن يوم الجمعة تمام الساعة الرابعة عصرا بتوقيت فرنسا، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.
انبرى لمراسم دفنها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، من الكويتيين في باريس ومن السفارة ومؤسسات إسلامية ممن ساهمت الكويت في دعمها ومساعدتها، وقد كان على رأس المشاركين في مراسم الدفن قائد فذ هو سفير الكويت في باريس فقد صلى عليها وانتقل مع جنازتها إلى المقبرة ومشي في الجنازة وساهم في دفنها وكأنها قريبته، كما قامت بعض المؤسسات الإسلامية بتذليل الصعاب وتسهيل الإجراءات مع المسؤولين الفرنسيين والتنسيق مع السفارة بهذا الشأن لأخذ الموافقات اللازمة حتى تم دفنها رحمها الله.
يقول نائب رئيس المركز الإسلامي في مرسيليا وكان حضر الجنازة: إنها ملحمة الترابط الاجتماعي الكويتي، ذلك المجتمع الذي لا أنفك ازداد به حبا وإعجابا وتقديرا حتى تمنيت لو كنت كويتيا.. فهنيئا لكم يا أهل الكويت هذه المناقب الحميدة والخصال الرشيدة التي عز مثيلها في باقي المجتمعات، فأيقنت ساعتها أن الإنسانية صناعة كويتية بامتياز.
رحم الله المرأة وشكر الله كل من ساهم في جنازتها، وبارك الله في جهود القائمين في السفارة وعلى رأسهم سعادة السفير، فهذه أخلاق الكويتيين وأفعالهم.
[email protected]