خلق الله عز وجل الإنسان في أحسن تقويم وكمّله بالعقل، حتى اجتمع العقل مع البدن فأصبح كائنا قويا يعمل المعجزات وينجز الخوارق من الاعمال بقوة جسمه وتدبير عقله.
لو اطلعنا على التاريخ منذ خلق الإنسان لوجدنا شواهد كثيرة من عمله.. سور الصين وأهرامات مصر وحدائق بابل، هذا في القديم حيث لا توجد معدات بناء وادوات رفع بل بحسن التخطيط وقوة العزيمة، وفي عصرنا حدّث ولا حرج.. طائرات وسفن نووية وأسلحة متطورة ومنتجات الكترونية وغيرها، كل ذلك بقدرة وعزيمة هذا المخلوق.
لا يقف كل صاحب عزيمة عن عمل ما ينفعه في دنياه وأخراه وينفع الأمة وسائر البشر فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان» فالقوة والاستعانة بالله وعدم العجز من ركائن العمل وأعمدة العزيمة.
الحياة تجارب وتدريب ونحن نمر بأحداث كثيرة ومتنوعة بها من التجارب والأحداث ما يمكن أن نستعمله في حياتنا حتى وإن كان عظيما كالجبال، كما لا تمر هذه الأحداث علينا مرور الكرام دون فائدة أو نقول لا نستطيع والأمر عظيم، بل علينا أن نعمل ونكمل بعزيمة قوية وقبلها استعانة بالله مدبر الأحوال، فقد مرت علينا أحداث الغزو الغاشم وجائحة كورونا وغيرها ولم نستفد منها شيء يفيدنا وينفعنا علما بأن القوة البدنية والمالية متاحة لكن هناك تقصير كبير في الهمة والعزيمة على النجاح.
الرسول صلى الله عليه وسلم بنى دولة الإسلام بعزيمة راعي الغنم حتى بلغ عددها ملياري مسلم وأقام الحضارة الإسلامية في العلم والبناء عمت العالم من مشرقه الى مغربه، هو القدوة فأين نحن منه؟
لا بد أن تتحرك هذه العزيمة وتدعمها القوة فنحقق ما نتمناه في إسعاد انفسنا والعالمين بما يرضي خالقنا ويحفظنا من كل مكروه.
[email protected]