خلال أزمة «كورونا» قال وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح: لقد بكيت حينما اتخذت قرارا بإيقاف الصلوات في المساجد وإغلاقها لمواجهة انتشار الفيروس.. حيث استمر هذا الإغلاق ثلاثة أشهر للصلوات وأربعة لصلاة الجمعة.
هذا الانقطاع كان له أثر على نفوس المسلمين لأهمية الصلاة فقد قال تعالى (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)، وقال في سورة الجمعة (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلىٰ ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون).
وهذا الأثر يظهر على عبادتهم وشعورهم بأهمية الصلاة في المساجد ودور المسجد في الخشوع والقرب من الله، كما يفقد المسلم الحريص على ارتياد المساجد التواصل مع المسلمين في ظل الأمة الواحدة والحب في الله.
لقد عاش المسلمون هذه الشهور بعيدا عن أجواء المساجد الإيمانية، بل أنكرت نفوسهم صورة المساجد المغلقة.. يمرون عليها وينتابهم نوع من الأسى والحسرة كمن تخلف عن غزوة الأحزاب من الفقراء الذين لا يجدون ما يحملهم للمشاركة في الجهاد.
إن من رحمة الله بعبادة الإيفاء بالأجر سواء تم العمل أو لم يتم إذا كانت النية قائمة، لذا فكل من حيل بينه وبين الصلاة في المسجد لظرف صعيب مثل جائحة كورونا واحتسب ذلك لله وصلى في بيته فله أجر الصلاة في المسجد كاملا دون نقصان وهذا من فضل الله ومنته، فقد قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم المرض» وفي رواية: «إلا شركوكم في الأجر» (رواه مسلم).
هذا فضل يؤتيه من يشاء.. كانت أزمة فانقلبت بفضل الله إلى سعة وخير وعادت الصلوات إلى المساجد، فالحمد على فضله ومنته.
[email protected]