الحر ليس فقط إحساسا في البدن، كما هو ليس مجرد ارتفاع درجة حرارة الجو، ففي أوروبا يبدأ الحر بعد 25 درجة مئوية وعندنا هذا الحر براد وجو جميل، لكن كل ذلك وفقا لأحوال الأقاليم والدول وتوقعات المختصين في الأحوال الجوية.
الحر الذي لا يطاق فعلا هو ما يخالج القلب والروح من شعور يتحسسه المصاب لظرف معين يغشاه هم ووسواس وينتابه خوف وأسى وكثرة تفكير بما حصل وسيحصل فيخرج المصاب من أهله ومجتمعه ويجعله معزولا وحيدا لا يستطيع عمل شيء ولا يرضى بالمساعدة.
حر الصيف ممكن أن نواجهه بأدوات التبريد، فكل سكان منطقتنا يعيشون بأجواء لعلها أحسن من أوروبا، أما حر النفوس فنحتاج في مواجهتها إلى قلوب واعية وعقول راقية وتأن ويقين، فمن أهم أدوات مواجهة حر النفوس، الإيمان واليقين بأنه لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وأن هذا قدرنا، فكل داء له دواء وإن مع العسر يسرا.
كما أن الصبر وسعة الصدر والتعامل بالحسنى من هذه الأدوات فكلما كنت هادئا احتار عدوك فيك وكلما كنت صبورا عجز الوسواس عن تحريك شعور الحر في قلبك حتى تتجاوز هذه المحنة.
إن من الخطورة بمكان أن يوجهك هذا الحر إلى حياة شقية تفتقد الأمل والتفاؤل ويحيطها الإحباط والتفكير السلبي، عندها يدخل المصاب دوامة الأمراض والأسقام وهو معافى منها، إلا أن كثرة الهموم وحر القلوب سيطرا على نفسه وبدنه فأصبح في عداد المرضى.