الظن هو التردد الراجح بين طرفي الاعتقاد غير الجازم. ونقل عن المناوي أنه قال: الظن: الاعتقاد الراجح مع احتمال النقيض ويستعمل في اليقين والشك، وهو لفظ يردده كثير من البشر ودائما ما يقدمونه على الاعتقاد والحقيقة ويرجحونه على ذلك بل أول ما يخطر ببالهم الظن السيئ الذي يظهر السيئات ولا ينظر للإيجابيات، فقد قال الله عز وجل في محكم تنزيله: (وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا - النجم: 28).
الظن السيئ بين البشر يقوم على الحقد والحسد ولا يحقق كثيرا من معاني الأخلاق بل ممكن أن يكون إثما يحاسب عليه الإنسان حيث قال المولى عز وجل: (إن بعض الظن إثم).
ما يلاحظ في الكثير من القضايا الشك والظن السيئ فيتهم بعض الناس بالفساد والسرقة ولا ينظر إلى صلاحه وإنجازاته، فالإنسان بطبيعته خطاء ومقصر ويفوته الكثير من الحق لكنه يظل إنسانا وخير الخطائين التوابون، ولم ينج من ذلك أحد، فمن له سلطة- أو سلطان- يستخدمها في تعرية الناس دون اعتبار للستر والنصيحة.
إن النفس تسعى لكسب حظها ولو على حساب الغير، بل تجتهد لإبراز سيئات الآخرين وترسم لها صورة بشعة مع تحوير الحقائق وإقناع الناس بفسادهم ولو كان هذا من أصلح الناس وأعدلهم.
لقد طال هذا الظن السيئ الكثير من المصلحين والمحافظين وأهل النوايا الصالحة بدءا من رأس القيادة إلى أسفل القاعدة دون مراعاة لحرمة أعراض الناس وسمعتهم وهذا مما نراه في الوقت الحاضر من اتهام من كلف بقيادة البلد أو اختير ممثلا للشعب.
هذه القاعدة ليست عامة بل هناك من يتجاوز ويخطئ ويفسد لكن لا يقابل ذلك بسوء الظن بل بالنصيحة والدعوة للخير، فلا يصلح الحال إلا بتغيير الأحوال بما علمنا ربنا من خلق وسلوك ونوايا خالصة.
[email protected]