التاريخ الهجري دوّن في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد اتساع الدولة الاسلامية وحدوث الكثير من الوقائع التي تطلبت التدوين لتسجيل تواريخ وقوعها، وللمراسلات التي تتم بين مقر الخلافة الإسلامية في المدينة المنورة والولايات الشاسعة والولايات المفتوحة حتى بين اعداء وأصدقاء الدولة.
وكانت لهذا التدوين ضرورة ملحة، فاجتمع الخليفة عمر بن الخطاب بذوي الرأي والمشورة وكانت الخيارات بمولد أو وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أو أن يدون التاريخ منذ هجرته عليه الصلاة والسلام، فكان قرار اختيار واقعة الهجرة صائبا لما تمثله هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من اهمية في سطوع نور الاسلام وإنشاء الدولة!
وتم اختيار الهجرة لتكون حسابا للسنوات الجديدة وللدولة الجديدة.
ولم يغب عن هذا الاختيار الكثير من حكمة الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فكان اختيار الهجرة هذا الحدث الذي غير العالم والعرب على وجه الخصوص لما للهجرة إيذانا لانطلاق الدولة الاسلامية.
ومن المعروف أن الشهور الهجرية او العربية كانت معروفة من قبل ظهور الإسلام بقرون وتسميتها مرتبطة بوقائع العرب واختيارهم.
وكانوا كثيرا ما يختلفون على تسميتها وتسببت في تغيير مواعيد الحج الى الكعبة المشرفة، الى ان اجتمع العرب لتحديد وتثبيت أسماء الشهور وكان هذا الاجتماع في مكة في عهد الجد السادس لنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم «كليب» الذي طلب ان تجتمع العرب على تسمية موحدة للأشهر العربية، وهذا الاتفاق أثمر اسماء الأشهر العربية التي نعرفها الآن، وذلك قبل الاسلام بأكثر من مائة وخمسين سنة.
والأشهر العربية اتصفت بوجود ربيعان هما ربيع الأول وربيع الثاني وللعرب ربيعان!
ربيع الكلأ وربيع الثمار.
وربما هذا يعود سابقا لحساب الشهور العربية وتسميتها كانت في وقت الربيع!
ولهذا لا يتوقف العرب عند ربيع إلا ويأتي من ورائه ربيع آخر!
وهذا قدر الأمة فكما هي أمة العيدين فهي ايضا أمة الربيعان!
1/2 كلمة: وللأمة العربية نصر وإن طال فربيعها آتٍ!