في كل تصرف هناك موقف وفي كل موقف هناك حكاية وحكاية، ربما تستطيع عبور موقف ما من خلال تصرف محمود وتتجنب بعضا أو كثيرا من مشاكله وإحراجاته والعكس صحيح إن لم تتصرف بخلق فتكون هنا كمن وقع في موقف لا يحسد عليه!
جميعنا تعرض لذلك، وكثير منا يتساءل: لماذا هو فعل كذا وكذا وكان عليه أن يفعل كذا وكذا؟!
وقليلا هم أولئك الذين فكروا في تجنب تلك المواقف ونجحوا بالتجربة وتكرارها في عدم تعرضهم لمواقف لا يحسدون عليها!
هناك من وجد نفسه قادرا على تجاوز ذلك بأخلاقه، ونجح ومن أول موقف في تعلم الدرس المهم والذي يغير الحياة بمجملها! غالبا تكون رغبتنا في التحدث والحوار والتعنت فيه أحد أهم الأسباب لهذه المواقف أو بعض منها!
هناك من يتحدث كثيرا وفي أي شيء وكل شيء ويفرض رأيه على الجميع فتسبب له تلك التصرفات مواقف محرجة لعدم منحه للآخرين فرصة الحديث والرأي، وبالتالي دخوله في مواقف محرجة لا يحسد عليها ونفور للكثير من علاقاته بسبب ذلك، وهناك من تكون طباعه عنيدة وحادة وألفاظه بذيئة وتسبب له الكثير من الحرج والمواقف السيئة وانقطاع صلاته وعلاقاته بالآخرين وتجنبهم له، ومؤكدا هو لا يحسد عليها ولا يتمنى أحد أن يكون في مكانه ومحله!
ان الأخلاق والخلق الحسن والذكاء والفطنة تجعل من أي شخص يملك بعض تلك الصفات قادرا على التحكم في علاقاته وبالتالي استثمارها بشكل صحيح ومناسب في جميع التصرفات والمواقف التي تنعكس عليه بشكل جيد.
ومن لديه القدرة على التصرف المناسب هو من يجعل تصرفاته سليمة، وبالتالي سلامة مواقفه، وربما ومن المؤكد أنها ستكون محل إشادة من جميع من تعامل معهم ومن يجالسهم أيضا، والتي تبعد عنه المواقف التي لا يحسد عليها وتلغيها من قاموسه كليا!
والخلق واتباع تعاليمه هي أحد وأهم الأسباب للوصول لذلك، ونحن نسلم بأن الدين المعاملة، ومن يسلم بذلك يعلم علم اليقين بأن المعاملة هي الخلق والخلق يتطلب اطرا معينة ومناسبة لكل تصرفات ومواقف الحياة.
يقول انس بن مالك: إن العبد ليبلغ بحسن خلقه أعلى درجة في الجنة وهو غير عابد، ويبلغ بسوء خلقه أسفل درك جهنم وهو عابد!
انظر رحمني ورحمك الله، كم هي قيمة الخلق والتمتع بها عند الله جل جلاله وانعكاسها بالتالي على البشر المحيطين بك والمتعاملين معك والله سبحانه وتعالى عندما ذكر صفات رسوله صلى الله عليه وسلم قال (وإنك لعلى خلق عظيم) ولم يذكر صفاته الجسدية وكان صلى الله عليه وسلم يتمتع بأجمل وأكمل الصفات الجسدية!
إذن تصرفاتنا غالبا ما تحكمها أخلاقنا ولا نوضع في مواقف لا نحسد عليها إلا من خلالها!
فلنحسن الأخلاق ولنتمتع بأجمل صفاتها ولنكن عند حسن ظن من نعاشر ونجالس، فالاستماع والإنصات والتحدث معهم باهتمام والاستشارة والنصيحة والمعاملة الحسنة جميعها سلوك يرفع من قدرنا لديهم ويظهر لنا أجمل ما لديهم ويجنبنا وإياهم سوء التصرف والخلق السيئ! ومشاركة الآخرين مواجيبهم السعيدة منها والحزينة والسؤال عنهم في السراء والضراء والوقوف معهم قدر المستطاع يجعلنا في قلوبهم دائما وأبدا!
ولنبدأ باتباع أهم صفات نبي الرحمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم والذي أرسله الله عز وجل ليتمم مكارم الأخلاق.
m_alsaeidi@