يتوه اليمن الآن وبعد تعاسته الطويلة، نعم تعاسته التي امتدت طويلا!
اليمن وهو ذات اليمن يمن الملكة بلقيس وحكايات ورسائل «الهدهد» ويمن مملكة سيف ذي يزن وانتصاره هو ذات اليمن الذي رحلوا له شتاء هو اليمن السعيد بسد مأرب وازدهاره وهم أنفسهم أهل اليمن الذين اترفوا وزادوا طغيانا فكان أمر الله في قرض الفأر لسد مأرب فعادت اليمن تعيسا وبه بضع أثل، هنا وهناك!
اليمن الآن تائه، بين عدو وأعداء وبين أصدقاء وصراعات، بين شعبين وملل كثيرة وقبائل أكثر، ويتهاوى بنيان اتحاده!
اليمن بعصابة حكمته طويلا ولا زالت تريد التهامه وتسعى لذلك ولو هدمت الدولة بأكملها وبمن عليها! وبين فئة رأت نيل حقوقها في هدم أركانه، وجنوب حائر لم يستفد شيئا من اتحاده!
كل ما سبق ذكره خلق فقرا وجوعا وجهلا هو الأعلى عالميا ومن الصعب القضاء عليه وحتى بصعوبة!
عندما ثار اليمنيون لم يستطيعوا خلق أمل، بل زاد مستقبلهم غموضا وزادت محنتهم إيلاما وتهاوت الأماني أمام ناظريهم وبالطبع لم تكن غلطتهم!
ما حدث لم يكن ليحدث لو لم يكن هناك خونة وهذا مؤكد، ولكن قبل هذا كله كان البنيان الهش لليمن الجديد والمتحد والذي لم يقدم لليمنيين شيئا ولم يقض على الظلم والفقر والجهل ووقف عاجزا أمام سلب الحقوق فوقع عليهم هذا الاتحاد كمأساة أخرى تزيد مآسي اليمن وكأنه دبر في غلاف مختلف عن غلاف الاتحاد وكانت بداخله مصائب عظام!
وانفصل الجنوب في حرب سريعة عام 1994 لم تتعد في نهايتها أن تأصل الاتحاد المزعوم والذي غلفوه شعبيا إلى ان اصبح خطفا رسميا ومع سبق الإصرار والترصد!
وهذا يعود لأن الاتحاد كان بإرادة واحدة دون الأخرى أو بمعنى آخر استدراج الأخرى!
والمؤكد أن الجنوب خطف ولم يتحد منطقيا فتم سلبه من الألف إلى الياء وحتى تصل إلى الهمزة الحرف التاسع والعشرون الوهمي لم يسلم أيضا وسلب!
هو لم يكن اتحادا بأي حال، وهناك في الشمال كانت الأحوال مزرية وأكثر سواء فزادت ازدراء وساءت أكثر وتهالك اليمن وكل ما فيه!
واستمر الجوع والفقر وزاد وبسطت القبائل المسلحة قوتها على الدولة ولم تخضع لها!
وفي قمة هذا اليأس واشتداده قامت ثورة الطلاب وتبعها المساكين في اليمن لعل وعسى تتغير الأحوال!
وللأسف تحركت ضدهم ثورة الأقوياء تصاحبها اطماع الخارج وتساندها!
في أحداث لم يربحها أحد حتى الآن وسيولون أدراجهم جميعا، وسيخسر اليمنيون أكثر واكثر!
ولن تعود له حتى تعاسته السابقة وسيتوه أكثر فيكون بحق اليمن التائه!
٭ خطوة: اليمن تزيده السنين جوعا وجهلا وفقرا وبقي عبر تاريخه ورغم كل هذا مطمعاً!
[email protected]
1m_alsaeidi@