في مواقف الانتصار والفرح وغيرها من المواقف المفرحة، يأتي التصفيق وأحيانا التصفيق الحار جدا، بل والوقوف والتصفيق بجنون، انها عادة التصفيق!
ولكنها لمن تكون ومتى تكون؟
تزخر ملاعب الرياضة بهذا النوع من التصفيق أكثر من أي مكان آخر!
وتأتي السياسة في المرتبة الثانية إلى أن ننتهي بالفصل الصغير والتصفيق للتلميذ المجتهد وبأمر من مدرس أو مدرسة الفصل!
وهذا يجعلنا نرجع للوراء كثيرا وإن عادة التصفيق تم اكتسابها لدى الجميع ومنذ الصغر وبأمر من الآخرين!
صفقوا لـ .. فهو شاطر!
وكثير من أبناء الفصل يتمنى أن يصفق له التلاميذ يوما ما ولا يتحقق حلمه وإلى الأبد!
الرغبة في كسب التصفيق والأمر بالتصفيق، عادة أصيلة في كل انسان منذ صغره وحتى بعد أن يكبر، فذهب للملاعب والندوات السياسية يصفق وفي مخيلته أن التصفيق يكون للإنجاز والنجاح!
وقليل جدا هم من يتساءلون؟
هل من اصفق له يستحق أن اضرب كفوفي ببعض وبآخر قوتي من أجله وافرح لإنجازه؟!
ولنعكس الصورة كاملة، ونتوقف عند التصفيق للساسة في كل العالم، من صفق لهتلر هو انسان مثل آخر صفق لغاندي!
والفرق هنا بين هذا الذي صفق للموت والآخر الذي صفق للسلام وبغض النظر عن الاسباب!
التصفيق في حد ذاته عادة تؤكد الإعجاب، وتؤيد المصفق له وعلى إنجازه، ولو كان انجازه القتل ونشر الدماء وهتك الأعراض!
في المحكمة هناك من يصفق لبراءة متهم وفي نفس القاعة يصفق آخرون لإدانة متهم والحكم عليه بالإعدام!
وهذا يوصلنا إلى ان التصفيق عادة القصد منها الاعجاب وتأييد عمل ما أو تصرف ما، مهما كان سواء كان حياة فيه أو موتا به!
كبرنا وكبرت عادتنا وكثر تصفيقنا، وبدأنا نخرج من التصفيق للإنجاز الذي تعلمناه صغارا في الفصول الدراسية وألفناه إلى التصفيق للكذابين وللعنصرية النتنة ومنا من يصفق لكل شيء وأي شيء، وآخرون يصفقون بحذر، وهناك من صفق خائفا وهو مقتنع بعدم جدوى تصفيقه!
ماذا لو استمر تصفيقنا كما كان في بداية حياتنا؟
والذي تعلمناه في فصول الدراسة منذ نعومة أظافرنا وأن يكون حقيقيا وبريئا ونقدمه لمن تميز بيننا فقط، ولا تأخذنا الأعراق ولا القبلية والعنصرية في أشكالها المختلفة في تصفيقنا!
ويجب ألا ينتهي بنا الحال لنقوم بالتصفيق لظلم وتأييده مهما كان المقابل ومع كل هذا على الأقل ألا تموت الإنسانية بداخلنا وفي ظل تصفيقنا!
٭ 1/2 كلمة:
«النفاق مرض وليس طبعا!»
m_alsaeidi@
[email protected]