تشتهر الكويت كغيرها من دول العالم التي تتبنى الديموقراطية بجمعيات النفع العام المختلفة، وتأتي معظم هذه الجمعيات برعاية حكومية وإشراف منها.
وينتخب لهذه الجمعيات مجالس إدارات من منتسبيها من الجنسين، وتقوم تلك المجالس المنتخبة بالإشراف على النشاط المراد منها وبحسب النظام الأساسي.
كل هذا جميل ولا يوجد به ما يقلقنا. ولكن عند تتبع هذه الجمعيات ومدى إنتاجية أعمالها تجد معظم مجالس الإدارة مجالس عقيمة قليلة النشاط والعمل، فمازالت تفتقد لأبسط مقومات النجاح وتطوير العمل، فتكون عبئا على المكان ونشاطاته!
مشكلتنا في الكويت أن العمل التطوعي يجير لأشياء أخرى منها الوصول من خلالها لمجالس أكبر وأضخم او حتى للوجاهة والعلاقات وأحيانا للاستفادة المالية في أغلب الحالات!
فكرة العمل التطوعي هي فكرة بسيطة ومستوحاة لخدمة النشاط ذاته ووضع الخطط والدراسات من اجل تطويره، وما يحدث لدينا هو شراء ذمم الجمعيات العمومية أو السيطرة عليها بالفزعة او بمن يشرف عليها غالبا وغلق أبواب النقاش بوسيلة أو بأخرى!
نعمل كل ذلك بصورة ديموقراطية ولكن لا جوهر لها ولا قيمة لها فبدأ أسلوب التوريث في هذه المجالس وبعضها بالأسلوب القبلي او حتى من خلال الجماعات الإسلامية والأحزاب الأخرى!
فكرة العمل مفتقدة لجوهرها الحقيقي وهو التطوير ومن ثم النجاح او الفشل وفي الحالتين الابتعاد في النهاية وفتح المجال لدماء جديدة وعمل جديد!
نحن لم نملك هذا الجوهر يوما ويبدو اننا لن نملكه في المستقبل القريب، والسبب إننا لم نمتلك حتى الآن ثقافة الخدمة العامة للمجتمع بأكمله!
ومن يعول على الشباب والمستقبل في القضاء على كل ذلك، فلينظر لانتخابات الجمعيات الطلابية في الجامعة والتطبيقي فسيرى أعجب مما يراه في الأندية والجمعيات التعاونية وبعض النقابات، وكم تمنيت أن يكون ختام المقال هو غير ذلك وأن نعول على الشباب في القضاء على ذلك كله، ولكنه هو الواقع ولا مفر منه!
1/2 كلمة: العمل التطوعي ثقافة مجتمع بأسره، فكيفما تكونوا يولى عليكم!
[email protected]
m_alsaeidi@