نعرف أن الدنيا ما هي إلا فراق وفاقد ومفقود ولا نشعر بذلك الفقد حتى يقع فيأخذ من نفوسنا ما يأخذ من الحزن والألم!
قبل أيام فقدت حبيبا وأي حبيب ابن شقيقتي الذي رأيته مولودا أمام عيني واحتضنته كأخ صغير لي، لم اشعر يوما بأني خاله حتى هو لم يكن يناديني بالخال إلا قليلا وكان لي أخا صغيرا وربما لأن أمه- أطال الله بعمرها- كانت وما زالت أما لي فهي احتضنتني يتيما وصغيرا وأباه- رحمه الله- لم يكن ابن عم وزوجا لشقيقتي فقط بقدر ما كان أبا لي أنا أيضا وأخا كبيرا وأستاذا ومعلما لي، فلقد تعلمت منه الكثير والكثير وساعدني كثيرا ووجهني ولم يبخل علي في أي شيء وكل شيء!
رحمهما الله جميعا من كان لي أخا كبيرا ومن كان لي بمنزلة الاخ الصغير المطيع والمؤدب الذي تراه هو أول من يقف بجانبك في أي موقف تتعرض له وآخر من يغادر!
لم يغادرني مر فراقك يا أنور حتى اللحظة وما زلت أتذكر رحلتنا إلى الحج سويا وذلك الطريق الذي لم اشعر بتعبه وأنا برفقتك وتلك الحجة التي كانت سهلة علينا.
وابتسامتك التي تلازمني طوال رحلتنا فنعم الرجل والأخ وابن الأخ يا أنور فقد كنت حريصا على إرضائي وراحتي!
وما زلت أرى برك بأمك وأهلك الذي أشهد عليه لك وأسأل الله أن يغفر لك ذنوبك ويعفو عنك ويدخلك جنانه التي عرضها السموات والأرض والتي بها ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على بال بشر.
اللهم اغفر واعف وارض عنه فلقد حللته وحلله كل من يعرفه وتعامل معه، اللهم آمين.
٭ 1/2 كلمة: الفقد مؤلم، وكفى.