هي الحياة تتغير وتتبدل لذلك تبدلت معها وتغيرت أفكار جيل كامل في أكله ومشربه وملابسه وحتى سلوكه! ومنا من يجدها قد تغيرت حتى في الشوارع والبيوت ومتطلبات السكن من أثاث وخلافه ولم تعد كما كانت ولم تعد هي الحياة الجميلة في نظر الأولين وبعضا من التالين! وفقدت البيوت أجمل إسقاطات البساطة في هذه الحياة السابقة وهي «الطاسة» ولم تعد «الطاسة» متواجدة في البيت ليشرب منها الجميع ويرووا عطشهم من كبير البيت وحتى صغيره، فضاعت الطاسة وضاع معها جزء كبير من التواصل بين سكان هذا البيت والبيوت المجاورة كذلك!
إلى أن ضاعت طاسات الفريج والمدينة والبلد بأكملها!
ولن تجد هذه الطاسة في أي بيت!
لتختفي معها نكهة «ريق» الأصالة وسلوك التواضع ورغبة الحياة المشتركة!
يقول الأزهري: الشرب من قعر الطاسة يورث النسيان!
وكأننا جميعا شربنا من قعر الطاسة فتوارثنا النسيان!
وضياع الطاسة لا ينحصر على البيوت فباتت حتى الحكومة «مضيعة طاستها»
ولِمَ لا وهي جزء من هذا الكل وما يجري علينا يجري عليها!
فكم بيت الآن لا توجد فيه هذه الطاسة لتروي ما بينهم من ود ومحبة؟!
وضياع (الطاسة) هي سمة هذا المجتمع وعنوانه الرئيسي، فبإضاعتها تهالك معها كل شيء وهي بنظري اسقاط على كل بيت متهالك ومجتمع وحكومة!
ولو عدنا الى اصل هذا المثل «ضاعت الطاسة»
فيروى ان تجار المدينة اخفوا جميع الطاسات التي يوزن بها ليتلاعبوا في المكيال!
وبعد اختفائها أمر القاضي بأن يكون الوزن بـ «الكيف» أي على المزاج!
لأن الطاسة ضاعت!
وما أشبهنا بأمر هذا القاضي اليوم!
@Law_Alsaidi