لولا الاقتصاد لما شغلتهم السياسة، هذه هي الحقيقة التي يجب أن نتوقف عندها، فالسياسة ليست حكاية بتفاصيل شيقة تتم متابعتها بشغف!
بل هي لعبة قوى ونفوذ ولن يستطيع أي فرد دخولها والنجاح فيها إلا بشروط معينة وبالطبع تحتاج إلى قدرات ومواهب خاصة وربما احتاجت إلى وساطة أو توصيات من نوع فاخر!
وربما كل ذلك احتاج إلى أن نغلفه بكاريزما جاذبة! وحتى فهمها بالصورة الصحيحة يحتاج إلى قراءة ومتابعة ليتسنى لمتابعها فهم تفاصيلها أو حتى جزء منها.
وعالم السياسة وإن كان علما فهو علم غير مستقل لوحده فهو مرتبط ارتباطا عميقا بالاقتصاد، بل هو الراعي الأول لعجلة الاقتصاد ومحركها الرئيسي! وهو ما يحرك أغلبية المواطنين ليهتموا بالسياسة أو بمعنى آخر ليهتموا بما لا يعنيهم كما يحلو للبعض أن يحذرهم! فالمواطن العادي أو البسيط لا تعنيه السياسة من قريب أو من بعيد وكذلك هو لا يهتم كيف تدار أصلا!
ولو نظرنا لمشاركة المواطنين في شؤون السياسة وانتخاباتها لوجدنا أن ما يقارب من النصف أو يقل قليلا هم من (حزب الكنبة) الذين لا يشاركون في أي استحقاق سياسي وممن لا تعنيهم المشاركة السياسة بشيء!
وحرب الكنبة مصطلح سياسي جديد ظهر مؤخرا ليعبر عن الأغلبية الصامتة من المواطنين العازفين عن السياسة بكافة أشكالها والجالسين إليها وعليها (أي الكنبة) مبتعدين عن السياسة وهمومها مكتفين بالمتابعة من خلف الشاشات!
فلولا الاقتصاد لما تحركت هذه الجموع لتتابع السياسة من الأساس! لأن السياسة هي من ترتب حياتهم اقتصاديا وتعليميا وصحيا، وعندما تعجز السياسة عن ذلك فهي تتعرض إلى النقد والنقد اللاذع غالبا!
ولو كان الاقتصاد والتنمية في أبهى صورهما لما اهتم أحد بأعضاء الحكومة ولا المجالس التشريعية! ولكانت الصورة الذهنية عنهم أنهم موظفون ومكلفون بإدارة الشأن العام!
فالسياسة الآن هي اقتصاد وتنمية وتخطيط لمستقبل أفضل، والخلل في أحد هذه الأمور هو ما يحرك هذا المواطن وأقرانه هذا المواطن ليصبح سياسيا وسياسيا من طراز فريد!
أجزم بأن السياسة لا تعني السواد الأعظم من المواطنين لو كانت الأمور تجري في نصابها الصحيح!
وكل ما يعني المواطن هو حياتهم وبالتحديد حياتهم الاقتصادية!
1/2 كلمة: طموح المواطن وظيفة ومسكن وخدمات تسهل فيها حياته لا اكثر!
Law_Alsaidi@